سالم بركات العرياني
لقد عمل غازي القصيبي منذ أكثر من ربع قرن في مسيرة التنمية السعودية، فقد عمل محاضراً وموظفاً حكومياً ووزيراً وسفيراً وأديباً.
فالرجل ذو الضحكة البريئة كانت أفكاره النبيلة تتقد كالنار وكانت عواطفه أكبر من أن تختزل في قلبه فباح بمكنون صدره وبدأ في الكتابة الأدبية التي أمسك بناصيتها وهو مولع بالشعر كيف ذلك؟!
نعم، هنا مجد له وهناك مجد فهو الشاعر وهو الوزير، تناقض أعتدنا عليه في شخص غازي القصيبي فهو رجل الأعمال والمسكين والعاقل الذي يقبع في العصفورية والحالم الذي يحلم بالحرية.
لقد كان أبو يارا عطوفاً ومتواضعاً يتنقل بين العواصم يخاطب كل الأشياء التي بها حياة كالأشجار والطيور والزهور بالإضافة إلى ذلك فهو شرقي عاشق ومولع حد النهاية بالحياة.
كتب الدكتور غازي القصيبي رواية (العصفورية) و(شقة الحرية) فهل رأيتم شخصاً يحب الحرية كغازي القصيبي؟! وهل كان في ظنه أن يصبح هوميروس الجزيرة العربية أو قيس بن الملوح؟! كل هذه احتمالات. لقد اختزلت كتاباته حياة جيل كامل في السعودية وصور ملامح النهضة والتطور التي سعت المملكة العربية السعودية في وضعها، وأما الدكتور غازي القصيبي فقد تقلد العديد من المناصب كان آخرها وزيراً للعمل محارباً للبطالة، ثم كتب كتابه الجميل (حياة في الإدارة) و(الوزير المرافق) والكتاب الأخير يتحدث عن زيارات الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الذي اختار غازي القصيبي مرافقاً له.
لم يتمرد غازي القصيبي على العروض في الشعر فقد كان أكبر من العروض تماماً مثل أبو العتاهية وقد جمع في شخصه الشاعر المتنبي والسياسي، فمن يقتل من؟!