عثمان أبوبكر مالي
دوماً في كل مكان وكل مجال ومن أجل أغراض التطوير والبحوث العلمية، وقبل استخدام اكتشاف حديث أو اعتماد برنامج جديد (رسمياً) يتم تجربته عبر وسائل بحث عديدة قبل تطبيقه، أو عن طريق ما يُسمى ويطلق عليها (فئران التجارب) هذه الفئران تتم تربيتها والاستفادة منها قبل استعمال أي دواء (جديد) مثلاً، وتكون بمثابة التجربة والاختبار قبل الإقرار والاعتماد والتطبيق العملي.
في رياضتنا يبدو حدوث وتطبيق ما يشبه ذلك، قبل اعتماد بعض التوجهات وإقرار بعض الأنظمة وتنفيذ مغامرات، وتحديداً في مجال كرة القدم، فيتم أخذ كيانات محددة ووضعها في مجال ومكان (فئران التجارب) قبل الصدور الرسمي للقرار وتطبيقه واعتماده، على الأقل حصل شيء من ذلك مؤخراً في بعض القرارات والبرامج والمشاريع التي تم تطبيقها العامين الأخيرين، ويبدو أنه تم اختيار نادي الاتحاد ليكون بمثابة (فأر التجارب) في كرة القدم السعودية الحديثة، بعد أن أصبح (تحت الوصاية) أقصد (تحت الاستحواذ) تطبق عليه التعليمات والتنظيمات الجديدة ومشاريع (المغامرة) المستحدثة عندما تبدأ وقبل اعتمادها وإقرارها وتحول النادي الكبير من النادي العميد إلى (حقل تجارب) والأمثلة كثيرة!
في الموسم الماضي وعندما جاء قرار الاستحواذ كان الاتحاد الوحيد الذي لم يدعم مثل بقية أندية الاستحواذ، وهذا باعتراف مسؤولين كبار أكدوا (مثلاً) أن (الهلال والنصر دعما بخمسة لاعبين أجانب والأهلي بستة لاعبين)، أما الاتحاد فتم دعمه بثلاثة لاعبين فقط، رغم أنه كان يشارك في ست بطولات من بينها استضافته بطولة كأس العالم للأندية (التي أُقيمت في جدة) ربما كان الهدف من ذلك الإجراء (تجربة) أي مصير ينتظر فريق الاستحواذ إذا لم تتم (مساواته) في بأشقائه الثلاثة!
أيضاً الموسم الماضي وقبل نهايته، وأثناء استعدادات المنتخب الأولمبي للمشاركة في التصفيات الأولمبية لكرة القدم، جاءت فكرة سحب لاعبي الفريق الأول ممن في سن الأولمبي لمعسكر الأولمبي الإعدادي، وبدأ تطبيق القرار على لاعبي الاتحاد أثناء خوض مباريات بطولة السوبر السعودي، رغم ما كان يعاني منه الفريق من إصابات وغيابات وهبوط مستوى، هذا الموسم (ونحن في بدايته) تدخل الكرة السعودية، تجربة جديدة ومشروعاً مختلفاً، وهو مشروع (الاحتراف الخارجي) وأيضاً يبدأ بلاعبي الاتحاد ويغادر لاعباه (فيصل الغامدي ومروان الصحفي) للعب في ناد بلجيكي (نكرة) غير معروف في أوروبا، ولا يعرفه حتى ساكنو (بروكسل) انضم اللاعبان قبل أن تتلقى الفرق الأخرى القرار، وقبل أن تُعرف الأسماء المرشحة من الأندية الأخرى.
ومؤخراً خرجت أيضاً موافقة (تجربة) جديدة هي تحويل لاعب من أحد أندية الاستحواذ إلى ناد آخر (حتى مع عدم رغبة جماهيره ومسيريه) وسيتم أيضاً تطبيق (التجربة) على الفريق الاتحادي بتحويل لاعب النصر (ساديو ماني) إلى صفوفه، وهو الذي فشل في إثبات ذاته مع (كوكبة فريقه) إضافة إلى أن مستواه يتدحرج من ثلاث سنوات، قبل مجيئه للكرة السعودية، ولأن القصد هو (التجربة) لا بد وأن تكون البداية من نادي الاتحاد، والدليل أنه عندما أتفق مع ناد آخر على الاستفادة من نفس الفكرة مع لاعبه جوتا قبل النصر؛ تم رفضها من قبل (اللجان المعنية) لأن التنفيذ يجب أن يبدأ مع (حقل التجارب)!
كلام مشفر
- تجربة عدم مساواة الدعم بين الأندية الثلاثة الموسم الماضي، كانت المؤشرات تشير إلى أنها ستستمر ثلاث سنوات، وأن الدعم بين الأندية الأربعة ستتساوى بعد الموسم الثالث (كان ذلك رسمياً) لكن وضحت نتائج التجربة (مبكراً) وبشكل فاضح بعد تطبيقها على الاتحاد الموسم الماضي، فظهرت بوادر تعديل الكفة ومقاربة الدعم بين الفرق الأربعة، لكنها لم تتساو بعد.
- بعض التجارب في الاحتراف السعودي لا تبدو مفهومة، خذ مثلاً قرار السماح للأندية في دوري روشن، بالتعاقد مع لاعبين أجنبيين تحت سن 23 عاماً، وفي نفس الوقت (إجبار) أندية الاستقطاب على التخلي عن بعض مواهبها المحلية الشابة وأخذهم إلى احتراف خارجي غير مضمون!
- إدارة الاتحاد خاطبت رسمياً الجهة المسؤولة عن (الاحتراف الخارجي) عن خطواتها التي لم تظهر في الأندية الأخرى، كما ينص عليه المشروع، وهذا أمر عجيب، ويطرح سؤالاً هو: من الذي وافق وسارع إلى إرسال اللاعبين وعلى ماذا اعتمد وما هي (الضمانات) التي وصلت للنادي وأيضاً ضمانات وحقوق اللاعبين؟ وهل لهذه الدرجة والسهولة يتم أخذ الموافقة على مثل هذا القرار في النادي الكبير؟!