عثمان بن حمد أباالخيل
الخيال ليس بحراً، بل محيط يبحر به الإنسان ويُفكر خارج الصندوق، الخيال هو أساس الإبداع إذا استخدم ذهن الإنسان إيجابياً. الخيال قوة باطنية قادرة على الوصول إلى برّ الأمان، الخيال قائم على تذكر أحداثٍ وتجارب قاسيةٍ، مر بها المتخيل.
بعض الأخيلة تتحقق على أرض الواقع فهي تتحول من خيال إلى واقع كم هو مؤلم أن يُعرّض الإنسان نفسه إلى الإحباط والتوتر حين لا يفرّق بين الخيال والواقع وما أكثر الذين لا يفرقون مع العلم أن الحقيقة واقع ملموس.
الكثير من إنجازات الحضارة الإنسانية نشأت كفكرة خيالية غير موجودة ولولا الخيال لم تكن السيارات والهواتف المحمولة والطائرات لتوجد على أرض الواقع. بالوقت المناسب للتخيل، أن يكون إما في بداية اليوم بعد الاستيقاظ أو قبل قبيل النوم لمدة تتراوح بين 5 - 10 دقائق، ويكون بإغماض العينين مع التنفس العميق ثم تخيل الشخص لما يريده بالضبط مع إضافة كل التفاصيل.
جميل أن يدخل الإنسان في عالم الخيال، هناك من يتمنى ترقية في مجال العمل، أو من يهدف إلى خسارة الوزن وهناك عشرات الأخيلة التي يتمنى من تخيلها أن تتحقق، تخيل مستقبلك بشكل إيجابي، وتصور أهدافك وهي تتحقق، أمر مفيد نفسياً، لأنه يشعرك بالأمل والتفاؤل لمستقبل أفضل.
(مرة أخرى شعرت أني لم أعد أميز الحدود الفاصلة بين عالم الحقيقة وعالم الخيال). - توفيق الحكيم.
الخيال أقوى طرق تغيير الواقع عندما تتخيل فأنت تصنع في عقلك ما سيتحقق في واقعك.
الخيال يتحول أحياناً إلى حُلم، والحُلم إلى هدف، والهدف يمكن تحقيقه إذا صَفِيَ القلب والعقل. يا للأسف هناك من ينادي بالواقعية وعدم التحليق بالخيال بعيداً إلا أن الزمن تجاوز هذه العقلية إلى حدٍّ ما، وذلك بعد أن أدركنا دور الخيال في إطلاق الإبداع في مجالات حياتنا التي ننعم بها نحن البشر.
إنّ ما يتخيله الإنسان لا يترتب عليه حكم ما دام ذلك مجرد خيال لم يستقر في النفس ويطمئن إليه القلب. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به».
ما يخيفني أن البعض يحلمون ويتخيلون بعيداً في الأفق البعيد متجاوزين طاقة عقولهم وواقعهم وهم يدركون ذلك لكنهم يصرون على مواجهة الصعاب التي قد تقتل أخيلتهم، لست ضد الأخيلة التي تصيغها عقول البعض لكنني ضد الأخيلة المستحيل تحقيقها على أرض الواقع، فلماذا نتخيل خلف أسوار عقولنا.
إنها دعوة صادقة لا ترفعوا سقف تخيلاتكم في تفاصيل حياتكم فتسقط فوق رؤوسكم فكل إنسان حكيم نفسه ويعرف ما هي قدراته المختلفة.
كن واقعياً في حياتك ولا تتخيل المستحيل أو تسعى إليه، ولا تكن واقعياً في الدعاء والطلب من الله فليس هناك حدود في الواقعية.
همسة:
(أجمل ما في الخيال حين يتحقق على أرض الواقع).