سهم بن ضاوي الدعجاني
تشكل المكتبات أهم أدوات صياغة ثقافة المجتمعات ووعيها من خلال ما يتلقاه الأفراد منها من تواصل علمي ومعرفي بين الثقافات والمجتمعات وهي الجسر للثقافة بين الشعوب في العالم المتحضر.
وهي علامة فارقة في مسيرة التقدم الحضاري و الثقافي، حيث إنها كنز المعلومات الذي يحفظ تراث كل مجتمع وما قدمه علماؤه للحضارة الإنسانية، وهي تشكل كذلك أهم وسائل التنمية المستدامة للروافد الثقافية على مستوى المجتمعات البشرية لطالما كان للمكتباتِ دورٌ فاعلٌ في نشر المعارف والثقافات، فهي الشاهد الأمثل على ازدهار الشعوب وتقدمها، ومن منطلق حاجة المجتمع للمكتبات كمناراتٍ حضارية تضيء لهم دروب المعرفة و تشكل مصدراً أساسياً للبحوث العلمية والدراسات بكافة أنواعها
لذا كانت المكتبات من أهم مستهدفات وزارة الثقافة وأهداف رؤية المملكة 2030م، بصفتها منصة ثقافية كبرى.
وكان من ثمرة اهتمام حكومتنا الرشيدة الإعلان عن إنشاء هيئة المكتبات التي يرأسها صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس هيئة المكتبات، وللمساهمة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لوزارة الثقافة والمتمثلة في ثلاثة أهداف إستراتيجية: الثقافة بوصفها نمط حياة، والثقافة من أجل النمو الثقافي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.
وفي هذا السياق، جاء تأسيس جمعية العناية بالمكتبات الخاصة عام 1444هـ، حيث صدرت الموافقة على تأسيسها من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي وهي جمعية تعنى بالمكتبات الخاصة على مستوى المملكة.
ومن أهداف جمعية العناية بالمكتبات الخاصة
1- اتاحة فرصة للعاملين والمهتمين بالمجالات الأدبية من أصحاب المكتبات بتبادل الخبرات العملية والفنية والتعرف على ما هو نادر.
2- تقديم المشورة لأصحاب المكتبات الخاصة بكيفية التعامل مع المكتبات والكتب في فهرسة وتنظيم مكتباتهم الخاصة عن طريق خبراء في هذا المجال.
3- توفير بنية معرفية وأدبية موحدة للباحثين في مجالات الأدب يتم من خلالها التواصل والاستفادة المتبادلة بين الأعضاء.
4- رفع الوعي بقيمة الكتاب والعناية به بصفته أهم مصادر الثقافة الأصيلة.
5- الاسهام في التعريف بالكتاب وأهمية القراءة لدى الأجيال الناشئة وضرورة وجود مكتبة في كل بيت.
6- إيجاد جمعية ورابطة لأصحاب وملاك المكتبات الخاصة من العلماء، والأدباء، والوجهاء، والمثقفين.
7- إيجاد منصة معرفية موحدة لأصحاب المكتبات الخاصة يتم من خلالها التواصل والاستفادة المتبادلة بين الأعضاء.
8- البحث عن حلول لمآلات المكتبات الخاصة والوقفية بعد وفاة أصحابها، وكيف التصرف بها عند الوصية أو في حال انتقالها للورثة.
9- التواصل مع المكتبات الرسمية التي ترعاها الدولة وفقها الله عبر هيئة المكتبات.
10- إيجاد آلية للتعاون والشراكة مع هيئة المكتبات في وزارة الثقافة.
11- التعاون مع المؤسسات الثقافية الراعية للكتاب، وتفعيل الشراكات المجتمعية للتعريف بالكتاب وقيمته المعرفية.
أعضاء مجلس إدارة الجمعية
يتكون مجلس إدارة جمعية العناية بالمكتبات الخاصة من:
الدكتور محمد بن عبد الله المشوح رئيسا لمجلس الإدارة، والدكتور عبد اللطيف بن محمد الجميد نائبا للرئيس، والدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري عضوا، و الدكتور فهد بن سعد الجهني عضوا، و أ. أحمد بن عبد المحسن العساف عضوا.
زيارات الدعم والإشادة
و الدكتور محمد المشوح من خلال علاقاته الواسعة في عالم المكتبات الخاصة، يحرص على استضافة رجال الدولة المهتمين بهذا المجال الحيوي لمزيد من الحوار الجاد معهم بحضور أعضاء مجلس الإدارة بشكل مجدول و هنا شيء من متابعتي الخاصة لتلك الزيارات الداعمة لجمعية المكتبات الخاصة من قبل أصحاب المعالي ، ومن أول من زار الجمعية وقدم لها الدعم المعنوي معالي الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والذي تحدث خلال لقائه مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية في حفل تدشين مقر الجمعية الحالي حيث أكد معاليه على أهمية هذه الجمعية، وقال :» المكتبة الخاصة تكون يتيمة بعد وفاة صاحبها « ، في إشارة من معاليه لاستنهاض همم القائمين على هذه الجمعية لمواصلة العمل الجاد لخدمة المجتمع في هذا المجال الحيوي.
معالي الدكتور صالح ال الشيخ وزير الدولة زار الجمعية، وقال بعد حديث وتأصيل علمي لنشأة هذه الجمعية فقال:
«.... اليوم أصبح ثمن الكتاب عاليا، على الطلاب الحديثين وطلاب الجامعة كثير عليهم، لابد من سد ثغرة العلم والنقص ولابد من وجود جمعيات، وهذا ما يسمى في التنظيمات الحديثة مؤسسات المجتمع المدني، والدولة في رؤية المملكة 2030م فيها العناية بالقطاع غير الربحي .. ، بلدنا ولله الحمد أهلها عندهم الكثير من الاهتمامات؛ فالواجب سد الثغرات التي تنتج من استغناء المجتمع أو بعض أفراد المجتمع عن بعض ما عنده ،كل الثغرات الاجتماعية التي يضعف بها المجتمع وجدت جمعيات لتنهض بالمجتمع»
أما الدكتور عبد الرحمن العاصم الرئيس التنفيذي لهيئة المكتبات فقد زار الجمعية وبعد حوار مع أعضاء الجمعية قال:
«إن جمعية العناية بالمكتبات الخاصة جمعية مهمة جدا لخدمة الثقافة السعودية، وستقدم الكثير للمكتبات الخاصة والتعاون معها في كافة المجلات لتحقيق التطلعات لتساهم في حركة تداول الكتب «
دعوة مفتوحة
من خلال رصد شخصي لحساب الجمعية في منصة ( X )نقرأ بشكل يومي: «تُقدم وتُهدي جمعية العناية بالمكتبات الخاصة لجميع الباحثين والدارسين والطلاب الإصدارات والمراجع العلمية الكُبرى، نسعد بزيارتكم في مقر الجمعية»
لذا نرى طلاب العلم وطلاب المنح في الجامعات السعودية من مختلف التخصصات يتسابقون إلى مقر الجمعية بحي الوادي بمدينة الرياض، وكذلك عشاق القراءة و محبي المطالعة اليومية..
الشراكة المجتمعية
الجمعية رغم عمرها القصير إلا أنها نجحت في إطلاق العديد من الشراكات المجتمعية والتي تخدم توجهاتها الاستراتيجية منها الشراكة مع جمعية «أعمال».
في الختام
هنا عدد من المقترحات التطويرية لمسيرة الإنجاز السريع لهذه الجمعية:
*تنظيم أيام تفاعلية في المناسبات الوطنية التي تنظمها أمانة منطقة الرياض، ممثلة بسمو أمين منطقة الرياض الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف المهموم بأي فعل ثقافي مميز يخدم العاصمة، من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين الجمعية والأمانة لزيادة مساحة التواصل المعرفي مع سكان هذه المدينة و لمزيد من الانتشار لهذه الجمعية الوليدة.
*توقيع مذكرة تفاهم مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض، لتسهيل وصول رسالة الجمعية لمعلمي ومعلمات وطلاب وطالبات التعليم العام في العاصمة الرياض.
*عمل «تطبيق» للوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، لتقديم خدمات الجمعية بطريقة عصرية تربط الناشئة بالكتاب وتسهل لهم الإفادة مما يتوفر لدى الجمعية من كتب.