إعداد - عبدالله عبدالرحمن الخفاجي:
أقامت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة أمسية عن دور الفنون في صناعة الهوية البصرية بجدة، ضمن فعاليات منتدى الدراسات البصرية وسط حضور كبير ونوعي من الفنانين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين.
قدمها الإعلامي مهدي الزهراني وقال إن الأمسية تأتي في سلسلة من المحاضرات والندوات والجلسات التي تقيمها الجمعية لبث الحيوية في المشهد الثقافي وتفعيل دور الفنانين.. ثم قدم كبير الإعلاميين بالتلفزيون السعودي الشاعر سعد زهير قصيدة عن جدة افتتاحية للأمسية.
«جدة الليلة غصون من الفرح.. وانغام وانسام ومرافي»
بعد ذلك بدأت جلسة شارك فيها الدكتور عصام عسيري أستاذ الفنون بجامعة جدة، وتحدث عن تاريخ الفنون البصرية بجدة وعلاقتها بذاكرة الناس وسلط الضوء على أهمية الفنون في صناعة الهوية البصرية للمدن، واستعرض العديد من المجسمات في مدينة جدة وتحدث عن تاريخها وقيمتها الفنية، في حين تطرق الدكتور علي مليباري استشاري إدارة المشاريع والمدير التنفيذي لجمعية الهندسة المدنية عن ضرورة مد جسور تواصل بين الفنانين والجهات الحاضنة لهم وامانات المدن والبلديات، وتعزيز رسالة الفن في التعبير عن هوية المكان والمجتمع للارتقاء بالهوية البصرية للمكان، وشدد على أن المهندس يملك أدوات التخطيط ولكن ينقصه رؤية الفنان ويفترض ان تعمل الجامعات وكليات الهندسة على تنمية الحس الفني، وقال إن هذا الأمسيات تساهم في التثقيف والتوعية ويفترض على جميع المهتمين الحرص على الحضور والمشاركة.
وتحدث الفنان والنحات نبيل نجدي عن دور التعليم بشكل عام في تشكيل الذائقة الفنية لدى الأجيال، وأشار إلى عدد من أعماله ومجسماته التي تزينت بها ميادين المدن السعودية بجدة والمدينة والهيئة الملكية.
أما الفنان ربيع الأخرس فتحدث عن العلاقة المتينة التي تجمعه بمدينة جدة لأكثر من أربعين عام ومكانتها في قلبه وسلط الضوء على مفهوم الهوية، وقال إن لكل مجسم رسالته وأهميته التاريخية في ذاكر المدن وجدة تزخر بالعديد من مجسماته.
وشهدت الأمسية العديد من المداخلات للروائي عبده خال والفنان سعود محجوب والإعلامي سلامة الزيد وعميد الفوتوغرافيين خالد خضر الذي قدم كاتب جدة الفوتوغرافي إهداء للجمعية، وقال إن الكتاب يضم توثيق 600 عمل فني في ميادين وشوارع جدة.
وفي ختام الأمسية قال مدير الجمعية محمد بن إبراهيم آل صبيح إن الأمسية استشرفت حاضرنا الجميل ومستقبلنا الأجمل، وسعت لتعميق الهوية البصرية انطلاقاً من رؤية المملكة، واستنادا لما تتميز به مدينة جدة من أعمال فنية ومجسمات جمالية وضعتها في مكانها المتقدم بين أجمل المدن العالمية بوصفها متحفًا مفتوحًا يشكل هوية بصرية فريدة يمنحها العراقة مع تعاقب الأزمنة.. واشار إلى رسالة الفنانين وأهمية الفنون في صناعة هوية للمدن واشار الى أهمية تأصيل مكانة عروس البحر الأحمر الحضارية والثقافية والفنية في وجدان المجتمع واستشعار أننا نعيش في وطن عظيم سخر كل مقدراته لخدمة الإنسان وأنسنة المدن.. وقال إن الجمعية تلعب دورها التاريخ في المجتمع من خلال البرامج والفعاليات الفنية والمعارض المعززة لقيم الانتماء.
وفي ختام الأمسية كرم المشاركين بدروع تذكارية.
توصيات الأمسية:
- توجيه الجيل الحالي لفهم هويتهم الثقافية وتعزيز قدراتهم الإبداعية كأداة قوية لبناء وتعزيز الهوية البصرية.
- زيادة دائرة الوعي بالقيم الثقافية من خلال لغة الفنون الجميلة.
- دمج العناصر التقليدية في التصميم واستخدام الرموز والنقوش في التصاميم الحديثة لمنح الهوية طابعًا فريدًا.
- تطوير محتوى رقمي يعكس الفنون المحلية والتعاون مع المؤسسات التعليمية في إدماج الفنون المحلية في المناهج الدراسية مما يربط الشباب بجذورهم الثقافية.
- مد جسور التواصل بين الفنانين والمهندسين للخروج بتصورات إبداعية تعكس ثقافة المكان.
- تعزيز التعاون مع الأمانات والبلديات لتفعيل دور الفنون في تحقيق اهداف برنامج جودة الحياة وأنسنة المدن.
- غرس قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية البصرية للمدن في وجدان المجتمع.
** **
تويتر: AL_KHAFAJII