د.عبدالعزيز الجار الله
التقسيم الجغرافي والحضاري للمملكة يجعل من مناطق: جازان وعسير ونجران والمنطقة الشرقية (الربع الخالي). القاعدة التي تقوم عليها قطاعات المملكة الثلاث هي:
- الأول: القطاع الغربي البحر الأحمر والمرتفعات الغربية، تمثله مناطق من الشمال إلى الجنوب: تبوك، المدينة المنورة، مكة المكرمة،الباحة، عسير، جازان.
- الثاني القطاع الأوسط: هضبة نجد والهضاب الوسطى، وقوس الرمال يمثل هذا القطاع من الشمال إلى الجنوب مناطق: الجوف، الحدود الشمالية، حائل، القصيم، الرياض، نجران.
- الثالث القطاع الشرقي: الخليج العربي ورمال الربع الخالي يمثله المنطقة الشرقية.
أما أبرز الأدوار الاستثمارية والاقتصادية والتنموية فهي: القطاع الغربي هي: الموقع والأهمية الدينية للمدينتين المقدستين، وموانئ البحر الأحمر والتجارة الدولية عبرها، المشروعات التنموية الساحلية والمصائف في الجبال والمياه المحلاة. وفي القطاع الشرقي: آبار النفط والغاز والمياه المحلاة والموانئ الساحلية.
وفي القطاع الأوسط تتركز أبرز العوامل هي الأمن الغذائي، والصناعة:
- الأمن الغذائي، تعد مناطق القطاع الأوسط: الجوف، والشمالية، وحائل، والقصيم،الرياض، نجران. والتي عرفت تاريخيا أنها واحات وقرى ومنخفضات زراعية وافرة بالمياه العذبة والصالحة للزراعة ومناطق رعوية في مساحات مفتوحة، وسهوب متعددة لتربية المواشي.
من الناحية الطبوغرافية فهي تجمع بين نطاقين هما شرقي الدرع العربي الذي يتميز بالأمطار والجبال العالية والهضاب والأودية شديدة الإنحدار باتجاه الشرق التي تنتهي بمنخفضات زراعية تغذي الآبار والأحواض المغلقة، أيضا تحتوي على الطبقات الحاملة للمياه السطحية والجوفية والجيولوجية تقوم عليها الزراعة. كذلك تضم تربة زراعية خصبة نتيجة وقوعها شرقي هذا القطاع في النطاق الرسوبي الرف العربي.
وهنا تأتي أهمية أعادة النظر في جعل القطاع الأوسط محور النطاق الزراعي لكونه يشكل الأساس الزراعي في المملكة ففي الغرب والشرق وبالتالي تكون مسؤوليته الأمن الغذائي مع باقي المناطق، في حال دخلنا لا سمح الله في أزمات مثل جائحة كورونا عام 2020، وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية 2022، والحرب الإسرائيلية على غزة فلسطين أكتوبر 2023.