رقية سليمان الهويريني
باتت رؤية القطط الجائلة في الشوارع ومنظرها المزعج وأصواتها وقت النوم أمراً مألوفاً في بعض أحياء العاصمة (الرياض)، وصار تكاثرها يشاهد بشكلٍ ملحوظ، بل وأصبح من المعتاد مشاهدة عراك شديد وشرس بين قطيعٍ من القطط الضالة التي تتجول بالأحياء وتمزق أكياس النفايات في بعض الأحياء مُسببةً إزعاجاً ومضايقة لدى السُكان.
والحق أنني لا أحمّل أمانات المدن ولا بلديات المحافظات المسؤولية وحدها، فهي بحق تتلقى البلاغات وتحيلها لشركات النظافة ويتم محاصرة القطط والكلاب والقبض عليها والتخلص منها بطريقة حضارية. إلا أنه يلزمها حصر كافة المواقع التي تنتشر فيها الحيوانات الضالة التي يحتمل منها صدور الأذى والاعتداء على الناس، والتي تصول في الشوارع ولو لم تكن ضارية بما فيها الكلاب والقطط، واتباع إجراءات صارمة من بلديات الأحياء بالقضاء على تلك الحيوانات بالطرق الآمنة، سواء بقتل المسعورة منها أو إبعاد الباقي عن المدن، والقيام بتدابير مناسبة للتقليل من تزاوجها من خلال حقن بعض الذكور بهرمونات دائمة لمنع الرغبة بالتزاوج وتقليل الإنجاب.
ووجوب توفير أراض لإقامة مركز إيواء وملجأ للحيوانات وتعقيم بعضها وإطلاقها في أماكن خارج المدن لضمان عدم الإخلال بالتوازن البيئي الطبيعي.
أما باقي المسؤولية فاحمّلها للمواطن الذي يتسبب في تسمينها وتكاثرها، فالمشاهد حالياً رمي بقايا الأكل في الحدائق المهجورة والأراضي البيضاء وعلى الأرصفة داخل الأحياء السكنية وأمام الاستراحات وقاعات الأفراح مما يجلب الكلاب والقطط وكذلك الحمام الذي يتسبب أيضاً بتشويه المنازل بقاذوراته.
وعلى أمانات المناطق وبلديات المحافظات والأحياء مسؤولية التوعية الشاملة للمواطنين بالتعاون مع الجهات الأخرى كالمعلمين وأئمة المساجد بالتوقف عن إطعام الكلاب داخل المدن نهائياً ولا يمنع من اللجوء لفرض غرامات على ذلك لتحقيق أقصى درجات السلامة والأمن الاجتماعي وجودة الحياة.