د. جمال بن حسن الحربي
منذ بداية إعلان منظمة الصحة العالمية تحذيراً عالمياً عن اكتشاف إصابات فيروس جدري القرود وإعلان حالة طوارئ والرصد والتتبع للوضع الصحي أعادني هذا لمرحلة جائحة كورونا من الناحية الإعلامية والتأطير الإخباري في حينها وذلك لأنني أبحرت بحثياً لما يقارب الأربعة أعوام لرصد وكشف حال التأطير الإخباري والسياقات للتغطية الإخبارية والتناول الإعلامي لوسائل الإعلام العالمية تحت عنوان (أطر معالجة المواقع الإخبارية الدولية لجائحة كورونا: دراسة تحليلية في ضوء نظريتي الأطر الإخبارية والسياق) ونتج عنها العديد من النتائج التي كشفت حال المعالجة الإخبارية والتأطير للوسائل الإعلامية عينة الدراسة وكان من ضمنها استغلال بعض الدول حدث الجائحة ومرحلتها وسائل إعلامها لتغليب الجانب السياسي والاقتصادي والسياقات والخطابات السياسية.
وجاءت هذه التغطية عبر وسائل إعلام عالمية مؤثرة، محولةً المسار المهني السليم للتغطية الإخبارية للأزمة والجائحة الصحية نحو توجهات أخرى تحركها المصالح والعلاقات.
كما أن بعض هذه التغطيات لم تكن موضوعية وذات مصداقية وكان هذان العنصران المهمان في المهنية الإعلامية حسب الأطر السياسية والاقتصادية والعلاقات بين الدول الحاضنة لتلك الوسائل وطبعاً هذا على حساب المصداقية والموضوعية أثناء مرحلة الجائحة.
كما كان نتيجة هذه التغطية بث حالات القلق والخوف وزيادة الهلع على المتلقي وجمهور تلك الوسائل والذي بدوره أدى إلى حالات نفسية صنفها بعض الأطباء المختصين أنها أثرت أكثر من الإصابة بفيروس كورونا ذاته.
وبعد تجاوز العالم لجائحة كورونا ودخوله اليوم لأزمة فيروس جدري القرود حسب إعلان منظمة الصحة العالمية، هل ستسلك بعض وسائل الإعلام والقنوات ذات الأسلوب والتأطير لجائحة كورونا؟