إيمان الدبيّان
تنطلق اليوم الثلاثاء 23 من شهر صفر وبموافقة ملكية كريمة، وبرعاية أمير منطقة المدينة المنورة، وبتنظيم من رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، تنطلق ندوة الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما بنسختها الثانية.
نسخة ثانية بعد نجاح النسخة الأولى قبل عامين في مكة المكرمة بين زمزم والحطيم وعند مقام إبراهيم، كانت ندوة الفتوى التي صدر عنها وثيقة من عشرين بندا منها: تحديد مسارات تأهيل المفتي، ورفض الفتاوي الشاذة التي لا تستند إلى أصل من الكتاب والسنة، وغيرها من البنود التي ترتب عليها وتحقق منها الكثير من المخرجات لتطوير مسارات الفتوى ورقمنتها.
واليوم في رحاب المسجد النبوي وبجوار قبر سيد البرية ومعلم البشرية وهادي الإنسانية إلى الخير والوسطية تقام النسخة الثانية؛ ترسيخا لقيم الوسطية، وتكريسا للاعتدال بحثا عن الحلول الشرعية في النوازل المستجدة والمسائل المتولدة ؛دعما للتحول في أساليب الفتوى وتيسيرها بصورة مواكبة للعصر الرقمي متغلبين على التحديات وكثير من العقبات.
إن ندوة الفتوى في الحرمين الشريفين لها رؤيتها الواضحة في الفتوى من حيث تقويم واقعها، واستشراف مستقبلها، وتوضيح أهميتها ومكانتها في المملكة العربية السعودية، ولها كذلك رسالتها النيرة في إبراز دور الحرمين الشريفين في بيان المنهج الصحيح في الفتوى وتعزيز دورها ومكانتها في نفوس المسلمين محققة الأهداف المرسومة التي تبرز عناية الدولة وولاة أمرها -رعاهم الله- بعمارة الحرمين الشريفين، وإيضاح الدور الريادي للحرمين الشريفين في نشر العلوم الشرعية.
ندوة الفتوى في الحرمين الشريفين التي تنطلق اليوم وتمتد لمدة ثلاثة أيام زاخرة بالجلسات الثرية برئاسة نخبة من أصحاب المعالي والفضيلة ومشايخ العلوم الشرعية متناولين قضايا ومواضيع عن الفتوى ذات قيمة وأهمية مثل: جلسة: جهود المملكة في تأصيل منهج الفتوى وتعزيز دورها في الحرمين، وجلسة: الفتوى في العصر الرقمي وأثر التقنية في تعزيزها.
وغيرها من الجلسات المتنوعة بمواضيع متعددة، توقفت كثيرا أمامها كلها واستوقفتني طويلا جلسة (أثر الفتوى في التيسير على المرأة الزائرة للمسجد النبوي وتطبيقاتها)
عنوان هذه الجلسة جذبني بصفتي امرأة، وشدني كوني سيدة، فتأملته وتعمقت في محاورها وإطارها وبمن يشارك فيها من أستاذات فاضلات، جلسة بكل ما فيها أكاد أجزم بأنها مؤشر هام من مؤشرات نجاح مخرجات الندوة، وأراها شاهدا على دور المرأة السعودية في بناء المجتمع الحيوي في الوطن الطموح بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وعراب الرؤية سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حماه الله-.
ندوة الفتوى في الحرمين التي تعقد وتقام في وقت أحوج ما يكون فيه العالم الإسلامي إلى التوضيح والتنوير، والتسهيل والتيسير، فالإسلام دين شامل كامل في كل زمان ومكان الفتوى فيه قابلة للتغيير خاضعة للبحث والتفكير حسب المعطيات وبما يتناسب مع الشريعة من براهين وآيات وما يتفق عليه علماء العصر من اجتماعات مستندة إلى ما أقره الدين قرآناً أو ما أوضحه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بياناً. الفتوى في الحرمين الشريفين ننظر لها إعجابا وفخرا، وننطلق منها تحولاً وتطوراً، ونشيد بمن نظمها وتابعها إجلالاً وشكراً، وعلى رأسهم الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
إننا -السعوديين- نضيف هذه الندوة ونجاحها السابق وكل ما فيها من منجز لاحق مع الشريعة والقيم الإسلامية متوافق نضيفه إلى تحولاتنا المثمرة ونبرهن للعالم وسطية ديننا الحنيف برعاية قبلة العالم الإسلامي المملكة العربية السعودية.