عثمان أبوبكر مالي
صدمة كبيرة أصابت الوسط الرياضي السعودي بعد انتهاء مباريات الجولة الأولى من دوري روشن السعودي، من حصيلة الحضور الجماهيري لمباريات الجولة التسع كاملة، حيث بلغ المجموع اربعين ألفا (40 ألف مشجع فقط)!
في اعتقادي لم يسبق أن تدنى الحضور الجماهيري لجولة افتتاحية إلى هذا الحد، منذ انطلاقة (دوري المحترفين) في الكرة السعودية، حتى والدوري يقام بعدد أقل من فرق العدد الحالي ( 18فريقا)!
أربعون ألفا حضور التسع مباريات يعني أن معدل الحضور لا يتجاوز (2500) مشجع للمباراة الواحدة في الجولة (!!) وجاء نصف الحضور (50 %) من جماهير الجولة في مباراة واحدة، هي مباراة الأهلي أمام العروبة في جدة (رغم إعلانهم المقاطعة)!
الموضوع لا يمكن السكوت عليه، ولا يجب أن يمر مرور الكرام، فلا يمكن لدوري مصروف عليه أكثر من (مليار دولار) وبه كل هذه الأسماء والنجوم الدوليين والمتابعين عالميا ويشاركون في المباريات، ويكون الحضور الجماهيري في كل مباريات جولة من جولاته (أيا كانت) بهذا الرقم الضعيف والمفشل جدا جدا، وليس مبررا (كما يمكن أن يقول أحدهم) إنها بداية الموسم وأول جولات الدوري، وللرد يكفي أن نعود لبداية حضور (بعض) النجوم العالميين الكبار والمشاركين في الدوري إلى ملاعبنا لنعرف قيمتهم وشعبيتهم، كانت الأرقام كبيرة (كان الاستقبال جنونيا لأحدهم وأسطوريا لآخر وخرافيا لثالث) وامتلأت المدرجات بكامل سعتها في الاستقبالات، وبلغ جموع المستقبلين لإحدى الأساطير أكثر من 60 ألف مشجع، ولم يكن في البرنامج سوى تقديمه لجماهير ناديه (ناديه فقط) في احتفالية لا تتجاوز نصف ساعة فقط، وليس هكذا فقط، بل إن التهافت على شراء قمصان أولئك اللاعبين مع مطلع قدومهم ارتفعت مئات الأضعاف في المتاجر والأسواق الرياضية السعودية، وحتى قبل ذلك هناك الكثير من المباريات تجاوز عدد الحضور فيها مجموع حضور المباريات التسع، سواء في ملعب الملك فهد في الرياض، أو في ملعب الجوهرة في جدة، في مباراة واحدة، وهذا قبل التحول والاستقطاب وحضور نجوم العالم.
كل هذه الشواهد تجعلنا نتساءل ما الذي حدث مع مطلع الموسم الثاني للاعبي التحول والاستقطاب والنجوم العالميين في الدوري السعودي حتى تقلص الاهتمام بهم ومشاهدتهم وحضور مبارياتهم وانخفض إلى هذا المستوى الهابط بدرجة لا تصدق؟!
الموضوع كبير، وفيه احتجاج مؤدب بل (رسالة) من الجماهير وإنذار شديد اللهجة لمسؤولي الرياضة والكرة السعودية، مفاده هناك خطأ وفعل مؤثر جدا، تعاني وتشكو منه جماهير (بعض) الأندية، يحتاج إلى ضرورة الوقوف عنده ومراجعته وعلاجه وإصلاحه وبشكل فوري وعاجل قبل أن يزداد الغياب في المباريات ويصبح (عادة) في المدرج السعودي العاشق للعبة والمحب لأنديته، الذي يضرب به المثل في المنطقة وخارجها في الحضور والمآزرة.
لابد من تدارك الوضع ووقفة حتى لا يستفحل ويتحول الصخب التشجيعي والشغف الجماهيري الكبير إلى (غياب معتاد) يحول الملاعب التي يضرب بها المثل إلى مدرجات (خاوية على عروشها)!
كلام مشفر
- مباريات الجولة الثانية من دوري روشن التي تبدأ اليوم، لا أتوقع أن يختلف الحضور الجماهيري فيها عن الجولة الأولى، إذا لم يكن هناك ردة فعل (رسمية) فيها وضوح وشفافية من الجهات واللجان المعنية تعيد للجماهير الثقة وبعض الشغف والرغبة والتشجيع!
- من أربعين ألفا مجموع حضور المباريات التسع، كان نصفهم في مباراة واحدة (الأهلي والعروبة) ونصف (النصف الباقي) في مباراة واحدة أيضا (النصر والرائد) وأجزم أنه في مناسبات ماضية كان حضور التمارين في مدرجات الناديين (الأهلي والنصر) بنفس العدد وربما أكثر.
- أي دوري في العالم يصبح ثنائي القطب في المنافسة، لن يجد حضورا أو إقبالا في مبارياته، فالجماهير ستفتقد شغف الحضور والتشجيع والمتعة وتستبعد عنصر المفاجأة!
- مشاعر جماهير بعض الفرق وصلت إلى حد اعتقادهم أن فرقهم لا تجد تقديراً ولا (دعماً) ولا التفاتاً، وطبيعي أن ينعكس ذلك على الحضور لمباريات تلك الفرق، خذ على سبيل المثال، جماهير نادي الوحدة بمكة كان الحضور فيها مباراة الرياض 600 مشجع فقط.