محمد الخيبري
منذ عقود مضت والهلال المتهم الأول بمحاباة « الأخطاء التحكيمية « له في كرة القدم وأن هذه الأخطاء جعلت منه الفريق الأكثر تحقيقاً للبطولات حتى باتت هذه الاتهامات لا تشكل أي اهتمام من الجانب الهلالي، سواء على مستوى الإدارة واللاعبين والإعلام وحتى معظم الجماهير.
هذه الاتهامات الموسمية والتي ساهمت بولادة ثقافة اجتماعية لدى الهلاليين جعلت أغلبهم مهتما بالرصد وكتابة التاريخ الرياضي، وجعلت منهم محاورين أقوياء مدججين بالحجج والدلائل والوقائع، وكل ذلك دفاعاً عن ناديهم الذي تطاله التهم في كل موسم.
ويعتبر الهلاليون من أوائل الجماهير والإعلام استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي بل أن هذا التميز قاسموه مع بعض نجومهم حتى باتوا وبدون «مجاملة» هم الأميز في هذه المواقع.
وتنوعت ثقافات الهلاليين بين الحوار الرياضي والقدرة على الإقناع وحساب ردات الفعل الجماهيرية في جميع الحالات وتقبل الصدمات الرياضية والتعامل معها، كل أزمة رياضية تخص الهلال وحتى كرة القدم السعودية.
وإن عدنا لفترة تأسيس النادي العاصمي والذي ولد بطلاً ومنافساً شرساً حتى تسيد القارة الصفراء بأكملها بكل جدارة.
فالسياسة الإدارية التي رسمت طريق الهلال في عالم الرياضة السعودية وخصوصاً كرة القدم السعودية والتي حافظ عليها مسيرو النادي مع تعاقب أجيالهم هي السبب الرئيسي في « استدامة « الاستقرار الفني والإداري وتنامي الجماهيرية وقوة الحضور الإعلامي.
فالهلال يعتبر الحاضن النموذجي للرياضيين والوجهة الأكثر تشريفاً وتوجيباً للمنتمين والأرض الخصبة للاعبين والنجوم في معظم الألعاب.
في العقد الأخير تبين أن الهلال هو الأكثر جماهيرية وشعبية في منطقة الشرق الأوسط على كافة الأصعدة وهو من أكثر الأندية بالمنطقة جذباً للاستثمار وهو أكثر الأندية السعودية توقيعاً لعقود الرعاية من الشركات السعودية والخليجية نظراً لحضوره كمنافس قوي في معظم المنافسات والبطولات وفي معظم الألعاب الفردية والجماعية والجماهيرية.
وتبين أن «بعض» الجماهير تحولت لتشجيع الهلال والانتماء له لعدة أسباب أهمها السطوة والهيمنة الهلال على كرة القدم السعودية وبعض الألعاب المختلفة وهذا مثبت بمواقع التواصل الاجتماعي، بل أن بعض الحالات «أنا أعرفها» شخصياً ومتواصل معها قبل وبعد التحول لتشجيع الهلال.
ومن هذه النظريات الاجتماعية المثبتة بات الهلال ناديا رياضيا اجتماعيا ثقافيا «يرحب بالجميع» وأعتقد أن جماهيريته بحالة ازدياد شديد نظراً لتنوع المنافسات وغزارة تحقيق البطولات وقرب المشاركة العالمية بـ«كأس العالم للاندية 2025».
بيئة الهلال الجاذبة لم تكن مؤثرة فقط على فئة الجماهير فحسب بل أن هناك العديد من النجوم واللاعبين المحليين والأجانب حضروا للهلال كمحترفين وغادروا عاشقين للكيان الأزرق العظيم..
وحتى على الصعيد الإعلامي، هناك قناعات من بعض الإعلاميين ومفاهيم سابقة تغيرت كثيراً فأصبح طرحهم تجاه الهلال أكثر مصداقية وإنصافاً..
أيضاً على مستوى الإعلام الخليجي والعربي فالهلال يحتل مكانة مرموقة في البرامج الرياضية الخليجية والعربية ويعطى حقه الكامل من النقد الهادف والإشادة المستحقة..
والهلال صدر للعالم الرياضي خصوصاً في كرة القدم أفضل المحللين للعبة في البرامج الرياضية إضافة إلى قوة الحضور الإعلامي في البرامج الرياضية من المهتمين باشأن الهلال عطفاً على تسيد العشاق الهلاليين مساحات منصة «X» وتميزهم في إثراء الحوارات والنقاشات الممتعة.
ومن خلال تلك المساحات ظهرت أصوات هلالية ذات سعة ثقافة وحجج قوية وجآشة بالإقتاع، وتميزت هذه الأصوات بأنها من مختلف الأعمار ومن الجنسين، إضافة إلى أن معظم المساحات الهلالية يكون فيها العمل الاجتماعي والإنساني من أولويات أهدافها.
قشعريرة
قبل أيام تشرف منظمو بطولة «كأس العالم للألعاب الإلكترونية» بحضور وتشرف سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعديز آل سعود «حفظه الله» لتكريم الفائزين بهذه البطولة.
هذه البطولة والتي امتدت لأكثر من شهرين كانت لها نتائج ايجابية كونها البطولة الأولى التي تنظمها المملكة العربية السعودية، والذي حرص المنظمون على أن تظهر بالمظهر الذي يليق بالسعودية.
إضافة إلى الجوائز «المالية» الضخمة والتي خصصت للبطولة كان التنافس «الإلكتروني» قويا جداً، وكانت المتابعة الإعلامية من القنوات الفضائية مميزة جداً حتى حظيت هذه البطولة بالاهتمام على كافة الأصعدة.