د. عبدالله بن راشد السنيدي
تتضمن كل وظيفة، سواء كانت وظيفة حكومية أو وظيفة أهلية، أسراراً معينة. ولذا فإن على الموظف ألا يفشي أياً من أسرار وظيفته إلا لمن لهم علاقة بعمله كرؤسائه وزملائه، فعلى الموظف ألا يتحدث في مجالسة الخاصة عن تلك الأسرار لأن الإفشاء بها سوف يضر بالمصلحة العامة إن كانت الوظيفة حكومية وبصاحب المؤسسة أو الشركة إن كانت الوظيفة خاصة، وبالأسر والأفراد إن كانت الوظيفة ذات طبيعة اجتماعية، ومن أجل ذلك فإن المحافظة على أسرار الوظيفة تعتبر من أهم الواجبات الملقاة على عاتق الموظف.
ومن أمثلة الوظائف التي تتضمن أسراراً وظيفية ما يلي:
- وظيفة (الطبيب) فشاغل هذه الوظيفة يطلع على أسرار تتعلَّق بالمريض الذي كان قبل عرضه للكشف الطبي يحرص على كتمانها فمن واجب الطبيب عدم التحدث عن هذه الأسرار حتى للمقربين منه.
- وظيفة موظف البنك الذي يطلع بحكم عمله على أرصدة العملاء والذين يحرصون على عدم معرفة هذه الأرصدة، فمن واجب موظف البنك كتمان ما يطلع عليه وعدم إفشائه لأصدقائه أو غيرهم.
- الوظائف التابعة للمحاكم أو كتابات العدل أو أقسام الشرطة أو السجون، فمن الواجب على الموظف في هذه الأجهزة حفظ أسرار أصحاب القضايا أو المسجونين سواء أسماؤهم أو نوع قضاياهم وعدم التحدث بذلك أمام الآخرين ممن ليس لهم علاقة بهذه الأمور.
- الوظائف التي لها علاقة بالقوات المسلحة في مختلف القطاعات العسكرية وقوى الأمن الداخلي.
- الوظائف المتعلقة بدراسة الرواتب أو البدلات والمكافآت أو المتعلقة بفرض الرسوم أو إلغائها قبل انتهاء الدراسات حولها والإعلان رسمياً عنها.
- الوظائف المتعلقة بالامتحانات الطلابية أو المسابقات الوظيفية قبل الإعلان رسمياً عنها.
- الوظائف المتعلقة بالإحصاءات المتعلقة بعدد السكان قبل أن تعلن في القنوات الرسمية.
وأخيراً نود الإشارة إلى أن أسرار أي وظيفة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص قد تفقد في يوم من الأيام سريتها وتصبح هذه الأسرار معلومات عادية وبالتالي لا يؤاخذ الموظف في حالة تحدثه بها بعد فقدها السرية ومن ذلك الحالات التالية:
- إذا انتشر السر وأصبح شائعاً بين الناس.
- إذا صدر قرار معلن من صاحب الاختصاص حول مضمون الدراسة السرية.
- إذا سمح صاحب الشأن بالسر في إفشائه.
- إذا كان إفشاء السر يحول دون ارتكاب جريمة جنائية.