د.منال بنت عبدالعزيز العيسى
لا يمكن فهم السياحة والفنون والترفيه والثقافة في المملكة العربية السعودية بمعزل عن سياقاتها الفلسفية المتجذرة في الإرث البشري السعودي في كل مدينة ومنطقة ومحافظة؛ كونها تعيد إدراك الواقع وتفسيره وربطه بالمعطيات الحضارية والثقافية والاجتماعية والدينية والعلمية وتمهد الطريق أمام تمريره للعالم الخارجي تمريراً مستنداً في قواعده على أسس فلسفية عميقة الجذور، شديدة التمدن، ثرية الوجود والتأثير..
انطلاقاً من ذلك أعتقد بوجوب تعاضد الفلسفة مع تلك القطاعات الحكومية البارزة والفعَّالة في المجتمع السعودي؛ بدلالة أنها خلال أعوام قليلة استطاعت أن تكون مركزاً جاذباً للعالم بشكل عام سواء أكان في السياحة أم الترفيه أم الفنون أم الثقافة،بالتالي - بعد تحقيق تلك القطاعات لنجاحات تاريخية لافتة لنظر السعودي والخليجي والعربي والغربي - نحتاج لتأطير منجزاتها السابقة والحالية واللاحقة ضمن منظور فلسفي سعودي خاص: يؤمن بالقدرات البشرية السعودية النابغة، وبالإرث الحضاري الضارب في القدم، وبالتنوع الفني المميز،وبالجغرافيا السياحية النادرة والمتنوعة، وبالترفيه السعودي البارز الذي استقطب ومازال أهم الفنون البصرية والسمعية والبدنية والفنية، وبالثقافة الثرية التي لا يوجد لها مثيل في العالم بأسره..
بذلك نكون قد رسمنا خارطة طريق ثابتة واضحة الخطى مستندة لما تحقق وشاهدة على ما يجري العمل عليه ومدركة لما سيتحقق عبر خطة زمنية تقبل بالمتغيرات وتسايرها ضمن مخطط فلسفي يستوعب ذلك الحراك السعودي التاريخي ويأطره ويؤرّخه ويسايره خطوة بخطوة.
ما تم وما يتم العمل عليه وما سيتم لاحقا - بإذن الله - هو منجز سعودي شاركت فيه وزارات فعالة وصاحبة أثر : الترفيه والسياحة والثقافة والرياضة شكلت قواعد أربع لنهضة يسايرها منجزات في الإسكان والتعليم والتقنية والاستثمار العالمي كل في مجاله يسابق الزمن نحو مستقبل سعودي بارز مبني بأيدي أولاده وبطموح ورؤية قائده الشاب سيدي محمد بن سلمان عرَّاب الرؤية وحاميها..
** **
- أستاذ الفلسفة والنقد بجامعة الملك سعود