علي حسين (السعلي)
القمر هو القمر الطبيعي الوحيد للأرض بالإضافة إلى أنه خامس أكبر قمرٍ طبيعيٍ في المجموعة الشمسية. فهو يُعَدُ أكبر قمرٍ طبيعيٍ في المجموعة الشمسية من ناحية نسبة حجمه إلى كوكبه التابع له، حيث أن قطره يصل إلى ربع قطر الأرض، كما أن كتلته تصل إلى 1 على 81 من كتلة الأرض، هذا بالإضافة إلى أنه يُعَدُ ثاني أعلى قمرٍ من ناحية الكثافة بعد قمر إيو. هذا ويتسم القمر الأرضي حركته التزامنية مع كوكبه (الأرض)، عارضاً دائماً الوجه نفسه؛ حيث يتميز الجانب القريب بمنطقةٍ بركانيةٍ منخفضةٍ مظلمةٍ، والتي تقع فيما بين مرتفعات القشرة الأرضية القديمة البراقة والفوهات الصدمية الشاهقة. كما يُلاحظ أن القمر الأرضي هو أكثر جسمٍ لامعٍ في السماء ليلاً، وعموماً هو الجسم الأكثر لمعاناً بعد الشمس، وهذا على الرغم من أن سطحه معتم جداً، حيث إن له انعكاساً مماثلاً للفحم. كان بروز القمر في السماء المظلمة ليلاً، ودورته المنتظمة الأطوار (المراحل) قد جعل له على مر العصور القديمة تأثيراً ثقافياً مهماً على كلٍ من اللغة، التقويم القمري، الفنون [الإنجليزية]، والأساطير القديمة، المتمثلة في آلهة القمر والتي منها عبر الحضارات: «خونسو» في الديانة المصرية القديمة، «تشانغ» في الحضارة الصينية وكذلك «ماما قيلا» في حضارة الإنكا. ومن السمات الكامنة للقمر كذلك، تأثير جاذبيته التي تسفر عن وقوع عمليتي مد وجزر المحيطات وإطالة الدقيقة (نتيجة تسارع المد والجزر) لليوم. مع ملاحظة أن المسافة المدارية الحالية للقمر، والتي تُقَدَّرُ بثلاثين مرةٍ قدر قطر الكرة الأرضية، تتسبب في أن يبدو القمر أغلب الوقت بنفس حجمه دون تغيير في السماء كما هو الحال مع الشمس، مما يسمح له (القمر) بأن يغطي الشمس بصورةٍ شبه تامةٍ في ظاهرة الكسوف الكلي للشمس.
كل ما كتب فوق هو سبر غور مفردة القمر حسيّا لكن معنوياً يختلف الأمر كلياً، فالقمر مرتبط ارتباطاً قوياً باستحضار القلب والشوق وانتظار الغائب، وتشبيه المحبوبة به وربما أكثر ... وخصوصاً عند الشعراء وما أدراك ما الشعراء وخلال هذه المقالة نسرد على حضراتكم ما كتبوا وسطروا عن القمر:
يقول عنترة:
وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَةَ تِمِّهِ
قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ
قالت الخنساء:
كُنّا كَأَنجُمِ لَيلٍ وَسطَها قَمَرُ
يَجلو الدُّجى فَهَوى مِن بَينِنا القَمَرُ
يا صَخرُ ما كُنتُ في قَومٍ أُسَرُّ بِهِم
إِلّا وَإِنَّكَ بَينَ القَومِ مُشتَهِرُ
فَاذهَب حَميداً عَلى ما كانَ مِن حَدَثٍ
فَقَد سَلَكتَ سَبيلاً فيهِ مُعتَبَرُ
الشاعر أبو فراس الحمداني قال:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر
قال أبو الطيب المتنبي:
كَشَفَت ثَلاثَ ذَوائِبٍ مِن شَعرِها
في لَيلَةٍ فَأَرَت لَيالِيَ أَربَعا
وَاستَقبَلَت قَمَرَ السَماءِ بِوَجهِها
فَأَرَتنِيَ القَمَرَينِ في وَقتٍ مَعا
قال أيضاً بن زيدون:
ما جالَ بَعدَكِ لَحظي في سَنا القَمَرِ
إِلّا ذَكَرتُكِ ذِكرَ العَينِ بِالأَثَرِ
ولـ محمود درويش فلسفة راقت لي كثيراً:
عندما يسقط القمر
كالمرايا المحطَّمة
يكبر الظلُّ بيننا
والأساطير تحتضر
لا تنامي.. حبيبتي
جرحنا صار أوسمة
صار ورداً على قمر..
باختلاف الأزمنة والأحداث والسمات وسبب قول الشعراء للقمر تناولاً يبقى القمر رمزاً للعشاق والتناغي ووصف المحبوبة بأوصاف عنده ولعل المساحة الممنوحة لي في هذه الزاوية لا تكفي.. لكن حسب القلادة ما أحاطت بالعنق.
سطر وفاصلة
طلّ القمر خفيةً هنا
وجلس
وأنا من الخوف بداخلي
انحبس
نظرت إليّ وعيني خجلى
سقط شالها عن شعرها
كأنه موج بحر من يابس
انبجس
سرقت قلبي ونبضاته
تسارع هذه فتاتي
ذاك الصوت في خاطري
اختلس؟
ظل القمر مضيئاً لكن مكانها
فاق جماله بنورها الذي شعّ
في مجلسٍ كشروق فجر
ملتبس