عقل العقل
من ملامح الجولتين الأولى والثانية من دوري روشن نجد فرقا لم نتعود أنْ تتصدر الترتيب وتبدأ الدوري بشكل قوي ومرتب، ولها أهداف محددة ومن أهمها المنافسة على المراتب الأولى في الدوري، ولا أقول المنافسة على اللقب، وأنا أتكلم عن نادي القادسية والاتفاق من المنطقة الشرقية، القادسية خاصة القادم من دوري يلو بعد ثلاثة مواسم غائباً عن الدوري الممتاز، لكن هذه العودة تختلف عن المرات السابقة ولا يعني هذا النظرة بإجحاف عن تاريخ نادي القادسية في المسابقات المحلية والأسيوية والخليجية، ولكنني أتحدث أن القادسية هو أول فريق استحوذت عليه شركة عملاقة هي أرامكو. ينافس في الدوري الممتاز أندية الشركات الأخرى تحتاج سنوات قليلة للوصول للدوري الممتاز مثل نادي الدرعية والعلا ونيوم وهي أندية تتماثل مع القادسية بالملكية والإدارة من قبل شركات ضخمة وقد تنجح تجربة أندية الشركات باعتقادي من طريقة أندية الصندوق الأربعة الجماهيرية، والتي رغم الضخ الملياري فيها إلا أنني أستطيع أن أقول إنه لم ينجح إلا الهلال في تحقيق البطولات والاستقرار الإداري والفني فيه عكس الثلاثة الكبار الذين يعانون، وخاصة في منظومتهم الإدارية فنجد عدم تجانس وتوافق بين الجانبين الربحي وغير الربحي في تلك الإدارات مما تسبب في استقالة رئيسي الاتحاد والنصر بعد أسابيع من وصولهم لكرسي الرئاسة، المهم أن الصورة لأندية الصندوق ضبابية، ولا يُعرف الي أين سوف تتجه بوصلة الاستثمار فيها: هل تطرح أسهمها للاستثمار للجميع ام يستحوذ عليها رجال أعمال أو شركات محلية أو عالمية.
الأكيد أن رياضة القدم السعودية تعيش مرحلة ذهبية من حيث الدعم وجلب اللاعبين المميزين بعقود خيالية ولا شك أن تأثير هذا الحراك الرياضي سوف تمتد لسنوات طويلة قادمة، وخاصة على مستوى صغار السن.
وكلنا يتذكر تجربة لاعب الهلال البرازيلي ريفالينو وما خلقته من أجواء تنافسية رائعة في وقتها وطورت قدرات بعض اللاعبين المحليين اقتداء بذلك اللاعب.
القادسية بعد استحواذ شركة أرامكو عليه نجد صفقاته مع لاعبين مميزين تتم بسرعة وبدون تسريبات وتوقعات وتخرصات على مواقع التواصل او من قبل المحليين الرياضيين في برامجهم المتعددة.
نتابع المشهد القدساوي وهو يتطور بكل سلاسة تقف وراءه شركة عملاقة لديها الفكر الإداري والقوة المالية الضخمة، وهذه العوامل سوف تعزز نجاح هذه التجربة الجديدة وكم كنت أتمني أن يكون هناك شركات ضخمة تستحوذ على أندية أخرى، كما الحال مع أندية الشباب والفتح والاتفاق، البعض يرى أن الشركات تريد نوافذ تسويق وإعلان من خلال الاستحواذ على هذه الاندية وليكن كذلك، وهذا يدل على أن عالم الرعايات والاستحواذات تحركه مصالح الشركات وتسويق منتجاتها في النهاية وبدون ارتباط عاطفي مع هذا النادي أو غيره، وكم شهدنا تجارب في أندية تحمل أسماء شركات ضخمة وتطورت تلك الأندية من حيث المنافسة والاستقرار، كما هي حال تجربة بعض الدول الآسيوية في كوريا واليابان والصين.
عندنا حال بعض الأندية قبل هذا المشروع ماشية بالبركة، وتدخل فيها في أوضاعها سلبا او ايجاباً مزاجية وصراعات بعض النافذين من الداعمين لها، وهذا أثبت بشكل واضح أنه مسار غير صحي في قطاع مهم لأية دولة في العالم من حيث المنافسة او المداخيل الاقتصادية منه منظومتها الوطنية.