إبراهيم بن سعد الماجد
عنوان هذا المقال، أو سؤال هذا المقال، تكرر كثيراً، ولكنه في كل مرة يخرج بجواب ربما مختلف.
في العلاقات الدولية هناك ما يُسمى بالمصالح المشتركة، وهناك ما يُسمى بالهيمنة المطلقة، تلك الهيمنة التي يحاول الغرب أن يفرضها على الدول العربية تحديداً، وقد كان له ذلك، في أوقات معينة، وبسبب ظروف محددة، ولكن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاء في وقت عصيب ومع ذلك قال كلمته في هذا الشأن بأن لا فضل لأحد علينا، وإن مصالح بلادنا ومواطنينا فوق أي اعتبار، مما أثار تلك الدول التي اعتادت على خضوع الدول لها!
لنكن صادقين مع أنفسنا أولاً لنعرف ماذا يمكن أن يكون عليه الوضع لو لم نكن كما أراد لنا ولي العهد؟
سيكون اقتصاد متردياً، ورؤية ضبابية لمستقبل الوطن، وتحمل أخطاء غيرنا مادياً وسياسياً.
اليوم.. المواطن السعودي له قيمة، له حضور معتبر في كل المحافل الدولية، وصار يحسب له ألف حساب، بل وكما قال أكثر من سياسي: إذا لم تحضر السعودية فلا نتيجة تُرجى من أي مؤتمر أو ملتقى!
(همّة السعوديين مثل: جبل طويق.. ولن ننكسر)..
مقولة سموه ترجمها على أرض الواقع، فها هي السعودية تنافس الدول الكبرى في كثير من الميادين، وهذا بلا شك أحد أسباب الحملات المغرضة على بلادنا وعلى سمو ولي العهد - حفظه الله - الذي قال يوماً ما:
(رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام، ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر، سنرحب بالكفاءات من كل مكان، سيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح).
تأكيد على هوية بلادنا التي قامت عليها منذ أكثر من ثلاثة قرون، وأن هذا أمر أساسي، مع انفتاح على التطور، وترحيب بكل الكفاءات من أي مكان أو جنسية، فالهدف الرقي بالوطن، ليكون الوطن الأنموذج ليس عربياً وإنما عالمياً.
(دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة)،
سبر سموه مكامن القوة، فعمل على الانطلاق منها نحو رؤية واضحة لا تعتمد على الحظوظ، وإنما على الدراسات والبحوث التي تبيِّن مكامن القوة لنحقق الهدف المرسوم.
لماذا بلادنا وولي العهد؟
كل ما تقدم يجيب على هذا السؤال، فالنقلة النوعية والكبيرة على كافة الأصعدة ينظر لها أصحاب المصالح كما ينظر لها الحسّاد، فلا هؤلاء يريدوننا أقوياء، ولا هؤلاء يريدوننا أفضل منهم!
إذن لا غرابة من هذه الحملات، ولن تثنينا عن مواصلة التقدم، بل هي أكبر محفّز على العطاء والعطاء حتى القمة.