سليمان الجعيلان
الحقيقة الكاملة في صفقة انتقال لاعب الهلال (السابق) سعود عبدالحميد إلى روما الإيطالي هو إعلان نادي الهلال في حسابه عبر منصة أكس أن شركة الهلال أنهت بيع المتبقي من عقد اللاعب سعود عبدالحميد لصالح نادي روما فقط، وأما ما قبل وأثناء وبعد إتمام هذه الصفقة الغامضة في كل تفاصيلها وتبعاتها فهي حقيقة ناقصة للوسط الرياضي والجمهور السعودي الذي كان ينتظر من أطراف هذه الصفقة المبهمة القليل من الشفافية والكثير من الشجاعة في الظهور والتصريح والتوضيح، لأنها في النهاية صفقة انتقال لاعب ليس أكثر، ولا تحتمل كل هذا الانطواء والانزواء ليس وكأنه خوف من المواجهة فحسب، بل وترك المساحة للشائعات المغرضة التي يروجها ويقتات منها وكلاء لاعبين انتهازيين وإعلاميون متأزمين، والضحية في النهاية مشروع الرياضة السعودية الذي كان منذ تأسيسه، ومن أهم أسسه هي الشفافية، حتى جاءت هذه الصفقة الغامضة وأصبح الجميع يسأل ويتساءل عن الحقيقة الغائبة في قصة انتقال سعود عبدالحميد إلى نادي روما، وهل هي بالفعل ضمن مشروع احتراف اللاعبين السعوديين في أوروبا؟!
فإذا هي كانت كذلك إذاً لماذا لم تعلن المؤسسة الرياضية عن هذا المشروع وعن أهدافه، ومن هي الفئات المستهدفة فيه، وإن كان غير ذلك لماذا لم يتم نفيه؟! وأيضاً إن كان هذا المشروع هو مقترح من مدرب المنتخب السعودي مانشيني إذاً لماذا لم يعقد مانشيني مؤتمرا صحفيا ويشرح ويوضح مقترحه ونظرته حول مشروع احتراف اللاعبين السعوديين في أوروبا، وإن كان غير ذلك لماذا لم ينف الاتحاد السعودي ربط وارتباط مدرب المنتخب السعودي فيه خاصة، بعد أن ظهر سعود عبدالحميد وأكد أن مانشيني نصحه بالالتحاق بنادي روما؟!.
وكذلك إن كان خروج سعود الحميد من الهلال هو في إطار هذا المشروع ووفق مفاهمات واشتراطات بين المؤسسة الرياضية وبين إدارات الأندية، إذاً لماذا لم يتم التعامل مع الهلال كما تم مع نادي الاتحاد الذي ظهر رئيسه لؤي مشعبي، وكشف عبر حسابه الرسمي في منصة أكس أن رحيل لاعبي فريق الاتحاد فيصل الغامدي ومروان الصحفي قد جاء بعد موافقة نادي الاتحاد ووفق شروط خاصة، وأنه قد تم الاتفاق على التعويض المجدي وهو ما حدث بالضبط على الرغم من أن نادي الاتحاد ليس لديه مشاركات خارجية بعكس الهلال الذي تنتظره مشاركة قارية بل وعالمية ويحتاج إلى تقوية صفوفه وليس تقويض جهوده؟!.
وعلى كل حال الجميع يعلم أن فريق الهلال سيشارك كممثل لكرة القدم السعودية في النسخة الأولى من بطولة العالم للأندية التي ستنطلق في (15 يونيو 2025) في الولايات المتحدة الأمريكية والسؤال الذي يفرض نفسه أمام صفقة سعود عبدالحميد الغامضة وأمام هذه الحقيقة الغائبة وهذه الأحداث القاتمة هل المطلوب من رئيس نادي الهلال فهد بن نافل أن يلعب دور الضحية ويقوم بمسرحية هزلية ويقدم استقالته، ليتم دعم خزينة ناديه وتمويل صفقات فريقه قبل هذه المهمة الوطنية لفريق الهلال؟!.
الجواب بكل تأكيد عند أصحاب القرار في لجنة استقطابات اللاعبين الذين ينتظر منهم ويفترض عليهم أن يعملوا من أجل رفعة سمعة وصورة الرياضة السعودية وأن يتعاملوا مع مشاركة الهلال في بطولة العالم للأندية بمسؤولية وطنية قبل أن تكون رياضية، وأن يدعموا ممثل الوطن وهو الهلال بتقوية صفوفه وليس بتجريده من نجومه دون النظر للمظلومية المصطنعة والادعاءات المختلقة التي تفتعلها بعض إدارات الأندية وتدعمها بعض البرامج الرياضية لتحقيق مكاسب هامشية وأهداف شخصية حتى وإن كان على حساب مصلحة الرياضة السعودية وظهور ممثل الوطن وهو الهلال بصورة مشرفة في المشاركة العالمية القادمة وإن شئتم عودوا لبعض البرامج الرياضية قبل وأثناء وبعد صفقة انتقال سعود عبدالحميد من الهلال لتعرف بقية الحقيقة!.