صيغة الشمري
تضاعف المملكة منذ سنوات اهتمامها بمجال الذكاء الاصطناعي في إطار سعيها لأن تكون مركزاً محتملاً في هذا المجال، من واقع تمتعها بقدرة هائلة تمكنها من دعم الأنشطة المختصة بالذكاء الاصطناعي، تماشياً مع مستهدفات رؤيتها الطموحة 2030، حيث يرتبط 66 هدفاً من أهدافها المباشرة وغير المباشرة بالبيانات والذكاء الاصطناعي.
ومن هذا المنطلق، تأتي استضافة الرياض للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة، بتنظيم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، لاستعراض التجارب العالمية في المجال، ومن بينها تلك التي تركز على أهمية فهم قادة الأعمال لتقنيات الذكاء الاصطناعي سريع التطور، وانعكاس ذلك على كيفية زيادة الإنتاج المدفوع باتخاذ القرارات الاستراتيجية.
وتنبع أهمية القمة من كونها ستعكس الفرص الواعدة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وذلك من خلال مداولات أكثر من 300 متحدث من الخبراء والمختصين وصناع القرارات من 100 دولة حول العالم، والذين يناقشون أفضل السبل لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الاستراتيجية لتحقيق الأهداف بأكبر قدر من الفاعلية، ودعم القيادة المسؤولة، ومدى تأثير الذكاء الاصطناعي على نمو الأنشطة التجارية وزيادة الإنتاجية، وتحفيز العاملين ضمن بيئة عمل جاذبة تحقق الإضافة، وتلبي تطلعات قادة الأعمال.
ويتزايد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير من أجل تعزيز كفاءة العمل، فيما يُتوقع أن يساعد المهنيين في تبني هذه التقنيات لتعزيز الأداء واستدامته؛ حيث تعزز تطبيقات الذكاء الاصطناعي من كفاءة الأعمال وجودتها وتحسن الإنتاجية.
ومن بين التقنيات المهمة للغاية هو الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتوقع أن يسهم بجانب التقنيات الأخرى في أتمتة مهام تستغرق ما يقارب 60 % إلى 70 % من وقت الموظفين، مما يزيد إنتاجية العمل بنسبة 0.5 % إلى 3.4 % سنويًا حتى عام 2040م، ما يجعل الاهتمام بهذا الجانب كبيراً للغاية من قبل دول العالم بشكل عام، بينما تضاعف المملكة الجهود للاستفادة بصورة كبيرة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقد حققت «سدايا» الكثير من المنجزات الوطنية في إطار عملها على المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بوصفها المرجع الوطني لكل ما يتعلق بالبيانات والذكاء الاصطناعي، مسخرة جهودها في سبيل دعم القطاعات الحكومية لتحقيق التحول الرقمي، وتطوير جهودها من خلال إنشاء مراكز تميز للذكاء الاصطناعي بمختلف المجالات التنموية.