عثمان بن حمد أباالخيل
من الطبيعي أن نرى الدموع تسقط من العيون؛ فهي تعبير طبيعي عن الحزن والفرح، والألم، والضحك، والخوف. الدموع هي عبارة عن إفرازات تقوم بتنظيف وتليين (تزليق) العينين، هل البكاء يخفف من حدة التوتر؟ ماذا عن بكاء الرجل والمرأة؟ أيهما أصدق؟ أم كلاهما صادقان؟ أيهما أصدق.. دموع الفرح أم دموع الحزن؟ هل صحيح دموع المرأة جزء من مكياجها؟ أم أنه سراب لا أساس له؟
هل هناك اختلاف بنوعية الدموع أم أنها جميعها دموع يجب عدم منعها فهي تريح الإنسان ومفيدة للصحة الجسدية والنفسية.
هل دموع الرجل أمام المرأة ضعف أم نقص من الرجولة؟ ماذا عن دموع قهر الرجال أليست مؤلمة وما أشد قهر الرجال.. حديث أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر أن يقول في دعائه (اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال). هناك قلوب قاسية لا تبكي، وعيون لا تبكي ولا تعرف الدموع.
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رجلاً شكا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قسوة قلبه فقال له: «إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم». بعض قلوب البشر أقسي من الحجر وأحياناً كثيرة أشد قسوة من الحجر. لماذا هذه القسوة؟ إنه البعد عن الله وعن الدين وحب الدنيا وجمع المال بطرق كثيرة، إنها قلوب مريضة فكيف تؤثر على صاحبها ويذرف الدمع.
المخدرات باب يؤدي إلى قسوة القلب وقلة الدموع أو عدمها، إن مروجي المخدرات قلوبهم قاسية لا يهتمون ولا يدركون بما يفعلون همهم جمع المال على حساب تحطيم الشباب ونزع الإنسانية من قلوبهم إنه واقع نعيشه.
الدموع ليست مجرد قطرات تسقط من العينين، الدموع ترجمة حقيقية واقعية بما يشعر به الإنسان الحي، الإنسان الذي يخشى الله، الإنسان يحمل بين ضلوعه قلبا ليّنا.
من العادات الغريبة مكياج العزاء: هل أصبح للعزاء مكياج.. أين الحزن؟ أين المواساة؟ أين الصمت ومراعاة أهل الميت. هل الدموع أصبحت غالية؟ وهل هناك أحزن من العزاء لماذا لا نبكي؟ الدموع الحقيقية هي الدموع المؤثرة، الدموع الرقيقة، الدموع الحزينة، دموع الفرح. أما الدموع المزيفة دموع المجاملة دموع المصلحة تكون دموعا باهتة دموع تماسيح.. وهل للتماسيح دموع؟!
البكاء على الميت بدمع العين، وحزن القلب يكون على وجه الرحمة والرأفة والرقة أم إن عيون البعض لا تبكي!.
القنوات الفضائية تعج بصور القتل والدمار والأطفال المشردين، هذه الصور والمناظر لمْ تعد كثيراً تثير المشاعر الإنسانية وأصبحت الدموع عزيزة، وهل هناك أعز وأحزن من تلك المناظر وأشلاء البشر. جفاف الدموع وقسوة القلب مردّه الابتعاد عن خشية الله والتمرد والتجبر على البشر، والمخدرات سواء للمروج والمتعاطي باب للعيون التي لا تعرف الدموع.
لا شيء في هذه الدنيا أشد قسوةً من دموع التمثيل التي يجيدها البعض في مناسبات كثيرة. كذلك فإن قسوة القلب تؤدي إلى قحط العين من الدموع وربما جفافها. كما إن الدموع ليستْ دليل ضعف، بل هي دليل على صدق المشاعر والأحاسيس وترجمتها إلى دموع تحرق الوجنتين.
أتمني أن تعود دموع الفرح لمن افتقدها طويلاً فما أجمل وأطيب دموع الفرح فهي للقلب بلسم.