خالد بن حمد المالك
بحت الأصوات، وجفت أقلام الشرفاء، وهم يستنهضون العالم لإيقاف الصهاينة من تدنيس المسجد الأقصى،وعن عبثهم بمحتوياته، والاعتداء على المصلين والعاكفين فيه، يقودها مجموعة من الإرهابيين على رأسهم وزير الأمن القومي في حكومة إسرائيل الإرهابية.
* *
وكان موقف المملكة في تواصل مع دول العالم لتثني العدو من مواصلة انتهاكاته، ومنعه من ارتكاب جرائمه بحق المسجد المقدس، ورواده من المصلين، بِعَدّ ما يفعله المتطرفون بحماية الجيش، وموافقة الحكومة استفزازاً يؤجج المشاعر، ويثير ردود فعل غاضبة تمس كل الدول الإسلامية والشعوب الإسلامية.
* *
وكان موقف المملكة على الدوام الإنكار والشجب لما تقوم به إسرائيل، واعتباره استفزازاً لكل المسلمين، وأن مثل هذه التصرفات يجب أن تقابل بالتنديد والرفض القاطع، وأن على مجلس الأمن أن يقف بصلابة، ومن خلال قرارات ملزمة تمنع إسرائيل من هذه الأفعال الشنيعة، ومعاقبتها إذا لم تلتزم بالقوانين الدولية.
* *
إن اقتحام المتطرفين من وزراء ومستوطنين وصهاينة للمسجد الأقصى، وتدنيس حرمته، والاعتداء على من يكون فيه من المصلين، وتخريبه، يوصم هذا الفعل بجريمة عقوبتها التدخل الدولي بشكل جاد لإفهام إسرائيل بأنها ستكون أمام القانون لتجريم أفعالها، خاصة وأن العدو يكرر هذه الأفعال غير المسؤولة من حين لآخر.
* *
ومن المؤكد أن موقف المملكة الثابت والتاريخي من هذه الممارسات ضد المسجد الأقصى، -بما تحمله من استهتار بالقوانين الدولية، وعدم احترام لمشاعر المسلمين، والإصرار على استفزازهم قاطبة-، كان موقفاً مسؤولاً، يرفض ما تفعله إسرائيل في أحد أقدس المساجد لدى المسلمين.
* *
ولاشك أن المسؤولية في هذه الجرائم وضرورة التصدي لها بكل قوة وحزم، لا تقتصر على المسلمين فقط، ولا على المملكة دون غيرها، وإنما هي مسؤولية جميع دول العالم، وعليها أن تتحمل ذلك بمنع الأذى، وإيقاف العدوان، وإفهام إسرائيل بأن تدنيس المسجد الأقصى غير مقبول، وأنه ليس للصهاينة المتطرفين الحق في دخول المسجد، وتدنيس حرمته.
* *
ولابد لي من التذكير بأن إسرائيل مهما فعلت من اقتحامات وتصرفات غير المسؤولة ضد المسجد الأقصى والمصلين، وعبثت بمحتوياته، وحاولت ارتكاب جرائم تستفز بها مشاعر المسلمين، فإن المسجد الأقصى باقٍ بتاريخه وهيبته وطهارته ومكانته في قلوب المسلمين، وسوف يدافعون عنه، ويواجهون الصهاينة المعتدين، بكل ما يملكون في أيديهم من إمكانات وإن كانت متواضعة ومحدودة.
* *
وأخيراً، فإن موقف المملكة مقدر ومشكور لدى كل المسلمين، والفلسطينيين، وسكان القدس تحديداً، وهو موقف سيظل ثابتا إلى أن يتم تحرير القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة، ما بقي طفل أو شبل أو امرأة أو رجل مسن، فكيف وشباب فلسطين يدافعون بمهجهم وأرواحهم ضد عدو مغتصب، وهذا لا يعفي دول العالم من المسؤولية في إجبار إسرائيل على التوقف من ممارسة هذا السلوك المشين بحق المسجد الأقصى.