د.نايف الحمد
ساعات قليلة تبقت على إقفال فترة الانتقالات الصيفية وجماهير الهلال تتابع تحركات سوق الانتقالات بين الحيرة والحسرة والذهول!
المفارقة الغريبة أن هذا الميركاتو يفترض أن يكون الأسهل للهلال.. إذ كان الاعتقاد السائد أن إدارة النادي سوف تنهي احتياجاتها في الأيام الأولى من فتح نافذة التسجيل بسبب تكامل الفريق ومحدودية التغيير على خارطة الفريق، وسيكون التركيز على تطبيق قرار الاتحاد السعودي بإضافة لاعبين أجنبيين من مواليد 2003 فأصغر ليصبح عدد الأجانب 10 لاعبين؛ فما الذي حدث؟!.
في الوقت الذي كان الجميع يتوقع الوقوف مع الهلال في استعداداته للمشاركة في كأس العالم للأندية بأمريكا صيف 2025 ظهرت على السطح وبشكل مفاجئ قضية احتراف أهم لاعبيه سعود عبدالحميد وما صاحبها من شد وجذب وغموض انتهى بخروجه في ظروف غامضة وبطريقة بعيدة عن الاحتراف الحقيقي؛ ما تسبب في حدوث أزمة كبرى غيرت بوصلة الاستقطابات الهلالية وكلفت النادي أموالاً طائلة لتعويضه بالبرتغالي ( كانسيللو)، وبالتالي عرقلة جهود النادي لبناء فريق قوي والحد من قدرته على إكمال باقي الصفقات؛ علاوة على فقد مركز أجنبي لتعويض رحيل سعود.
الإدارة الهلالية تسابق الزمن لإصلاح الخلل بفضل داعمها الكبير الأمير الوليد بن طلال الذي قدم 70 مليون ريال؛ فاستنفرت لإدراك ما يمكن إدراكه ونجحت في الاتفاق مع لاعب بنفيكا المهاجم البرازيلي الشاب ليوناردو.. ومازالت جماهير النادي تضغط بهاشتاقات مليونية على منصة (إكس) وصل صداها للعالم من أجل التعاقد مع صفقة أخرى.
ما حدث ببساطة أن الهلال خسر ظهيراً محلياً مميزاً وعوّضه بأجنبي، وأضاف مهاجماً شاباً؛ وظهيراً متفوقاً، فهل هذا ما كان ينتظره الهلال من دعم من برنامج الاستقطاب؟ علماً أن الأنباء تفيد أن صفقة البرتغالي كانسيللو تم تمويلها وكذلك صفقة متعب الحربي من النادي؛ وهل هذا ما يستحقه نادٍ يستعد لتمثيل الوطن في أهم بطولة عالمية؟.
الجماهير تشاهد باستغراب تلك الصفقات التي تعقدها الأندية المنافسة وما يحدث من تقوية لصفوفها بلاعبين محليين وأجانب مقابل أضعاف الهلال بسحب أهم نجومه والتخلي عنه! فما ذنب الهلال وجماهيره؛ وهل هي ضريبة النجاح التي عليه أن يدفعها في كل مرة؟!.
نقطة آخر السطر
في قضية رحيل سعود.. نجحت الإدارة في نقل لاعب الشباب متعب الحربي للهلال بعد أن تم الاتفاق بين الناديين؛ ومن ثم انتقاله لوصيف العالم، بدعم مباشر من الأمير الوليد بن طلال.
نتمنى أن لا نشاهد مثل هذا الميركاتو في رياضتنا مرة أخرى حتى تستمتع الجماهير بتنافس مثير داخل الملاعب الخضراء في أجواء صحية تسودها الروح الرياضية.