عبود بن علي ال زاحم
تعد المبادرة واحدة من أهم السمات التي يمكن أن يتحلى بها الموظف في أي مؤسسة. فهي ليست مجرد سمة شخصية، بل هي سلوك يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في ديناميكيات العمل، ويعزز من الكفاءة والإنتاجية العامة للفريق. المبادرة تعني أن الموظف قادر على اتخاذ خطوات استباقية لتقديم المساعدة والدعم لمديره وزملائه دون الحاجة إلى أن يُطلب منه ذلك. هذا السلوك لا يوفر الوقت فحسب، بل يخلق أيضًا بيئة عمل إيجابية تتسم بالتعاون وروح الفريق.
الموظف المبادر يمتلك القدرة على قراءة الأوضاع وتقدير الأمور التي قد تحتاج إلى تدخله قبل أن يُطلب منه ذلك. فهو يكون دائمًا على دراية بأولويات المدير واهتماماته، مما يجعله قادرًا على تقديم المساعدة في المهام التي قد تكون مثقلة على المدير أو تحتاج إلى جهد إضافي. بدلاً من انتظار حدوث مشكلة ثم العمل على حلها، يبادر الموظف إلى التفكير مسبقًا في الحلول الممكنة، مما يوفر الوقت والجهد ويخفف من الضغط على المدير. علاوة على ذلك، لا ينتظر الموظف المبادر أن يأتي إليه المدير بالأسئلة أو الاستفسارات، بل يبادر بالتواصل وتقديم التقارير والتحديثات الدورية التي تساعد المدير في اتخاذ القرارات بشكل أسرع وأكثر فعالية. المبادرة في العمل لا تأتي من فراغ، بل هي نتاج شعور عميق بالمسؤولية وروح الفريق. الموظف المبادر يشعر بأنه جزء لا يتجزأ من الفريق ومن المنظمة ككل، مما يدفعه إلى تقديم أقصى ما لديه لضمان نجاح الفريق وتحقيق أهداف المنظمة. فهو يفهم أن نجاح الفريق يعتمد على جهود الجميع، لذا يبادر بأخذ المهام التي قد تكون خارج نطاق مسؤولياته إذا كان ذلك يخدم مصلحة الفريق. من خلال مبادراته، يشجع الموظف الآخرين على التحلي بالمبادرة ويخلق بيئة تعاونية حيث يكون الجميع مستعدين لدعم بعضهم البعض.
عندما يكون لدى المدير موظف مبادر، فإنه يشعر بأن لديه دعمًا قويًا من فريقه. هذا الشعور لا يأتي فقط من التصرفات اليومية، بل من الثقة التي يكتسبها المدير في قدرة الفريق على التحرك بسلاسة وكفاءة. المبادرة من الموظفين تخفف من العبء على المدير، حيث يمكنه التركيز على الأمور الاستراتيجية بدلاً من الانشغال بالمهام اليومية، وتبني جسورًا قوية بين الموظفين والمديرين، مما يخلق بيئة عمل أكثر انسجامًا وتفاعلاً.
يمكن للمديرين أن يشجعوا الموظفين على التحلي بالمبادرة من خلال تقديم التحفيز والتقدير، حيث إن الاعتراف بجهود الموظفين المبادرين وتقديرهم بشكل علني يمكن أن يشجع الآخرين على اتباع نفس النهج. كما يجب على المديرين خلق بيئة مشجعة على الابتكار من خلال التشجيع على طرح الأفكار الجديدة وأن يكونوا منفتحين على الاقتراحات. من الضروري أيضًا توفير التدريب والدعم اللازمين للموظفين للتأكد من أنهم يمتلكون المهارات والمعرفة اللازمة للقيام بمبادرات فعالة.
في الختام، الموظف المبادر ليس فقط مصدر قوة للفريق، بل هو أيضًا مفتاح لنجاح المنظمة بشكل عام. من خلال التحلي بروح المبادرة، يمكن للموظفين تعزيز الإنتاجية وتحقيق الأهداف بشكل أسرع وأكثر فعالية. وللمديرين، فإن وجود موظفين مبادرين يعني أن لديهم فريقًا يمكن الاعتماد عليه، مما يسهم في تحقيق بيئة عمل إيجابية ومنتجة تعزز من روح الفريق والتعاون والمسؤولية المشتركة.