محمد بن عبدالله آل شملان
المنجزات التي نسمعها بين الفينة والأخرى والتي يحققها أطباء مستشفيات المملكة خلال الآونة الأخيرة، بإجراء عملية معقدة لمقيم أربعيني، على إثر إصابة عمل بمجال المقاولات، تعد منجزاً طبياً كبيراً، كون مثل هذه العمليات المعقدة أصبحت تجرى في المملكة بكل نجاح تام، الأمر الذي يبرهن على أن تطوير القطاع الصحي في المملكة يسير على حسب ما هو مخطط له من قبل قيادتنا الرشيدة - أعزها الله -، التي قامت بتذليل جميع الصعوبات أمام المستشفيات لإجراء كل العمليات التي كانت في وقت سابق تثقل على المواطنين بالمتاعب، ويسافرون من أجلها إلى دول متخصصة في المجال. العملية الجراحية التي شهدتها العاصمة الرياض منحت ذلك المقيم فرصة لعيش حياة صحية ونشطة، وهو ما عاناه المريض الذي يعمل في مجال المقاولات، فقد انطلق عليه المسمار بطول 5 سم من خلال مسدس مسامير عن طريق الخطأ، وارتد من السقف مخترقًا شفته العلوية ولسانه واستقر بقاع الفم، وكان يعاني من هذه الإصابة، إلى أن وجد الشفاء لعلّته على يد أطباء فريق متخصص بجراحة الوجه والفكين في مدينة الملك سعود الطبية، عضو تجمع الرياض الصحي الأول، حيث تمكن أولئك الأطباء باستخراج المسمار المعدني بنجاح، ودون إصابة بالأعصاب والأنسجة الحية المحيطة.
وقد طالعتنا الأخبار خلال الشهر الحالي على مجموعة من الأخبار الصحية الجميلة، تمثلت في نجاح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان بإنهاء عقم ثلاثينية استمر 16 عاماً، ونجاح مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف باستئصال ورم سحائي مُعقد بجمجمة مريض يعاني من ضعف البصر، تكللت العملية بالنجاح واستطاع النهوض والسير على قدميه دون أي مضاعفات، وكذلك تمكّن فريق طبي جراحي متخصّص من إجراء عملية جراحية دقيقة بمستشفى الأمير متعب بن عبدالعزيز بسكاكا في إعادة توصيل وزراعة يد طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، كانت قد بُترت بتراً كاملاً من أعلى الكوع الأيمن، إثر تعرُّضه لحادث مروري، وكذلك نجاح الفريق الطبي بمستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجامعي، بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، في زراعة قوقعة لطفل يبلغ عامين، كان يعاني من فقدان للسمع، بعد أن أجريت له الفحوصات اللازمة من أخصائيي السمعيات والتخاطب؛ وتقرر خلالها إجراء عملية زراعة القوقعة لتحسين السمع.
هذا الأمر يبرهن على التنامي الملحوظ والتطور الدائم في القطاع الصحي، حيث تولي القيادة الرشيدة والقطاع الصحي الخاص اهتماماً هائلاً بتطوير البنية التحتية الصحية وتعزيز الابتكار في الخدمات الطبية المقدمة، من خلال الاستثمار المتطور الذي يضمن الاستدامة ويحقق أعلى الكفاءة في تشييد المرافق الطبية المتطورة وفق المعايير العالمية، وتزويدها بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية التشخيصية والعلاجية، والتحفيز على استخدام التطبيقات التقنية، وتسهيل حصول الأفراد على خدمات الرعاية الصحية، وتحسين كفاءة وجودة خدمات الرعاية الصحية، وزيادة معدلات رضا المرضى عن الخدمات المقدمة لهم، والشراكات الدولية، والتوجّه نحو السياحة العلاجية تتفق مع رؤية المملكة 2030، وهو المجال الذي أصبح يحرز منجزات كبيرة من خلال استقطاب المرضى من خارج المملكة.
إن ما تقدمه هذه الرؤية من توجيهات سديدة، وما يشهده القطاع الصحي من دعم من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومن سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظهما الله-، يضمن بجعل هذه الرؤية واقعاً معاشاً، يشهد فيه المواطن التطور الكبير في جميع مؤشرات الصحة ويمنحه المراتب الأولى في المجال الصحي على مستوى العالم بإذن الله تعالى.