منال الحصيني
من مبدأ قانون الوفرة حيث يتلاشى أمامها قانون الندرة، بنيت مدينتي التي لاوجود فيها إلا لأصحاب الحب اللا مشروط..
ربما تجد آثار أقدام حول سورها لمن لم يجيدوا فهم خوارزميات الحب، لم يتمكنوا من الدخول فرموز الأقفال تفتح بكلمة سر واحدة لكنها متعددة المعاني (العطاء).
اذكر أني سمحت لأحدهم بالولوج سمعته يقول وهو مبتسم: ادخلوها بسلام آمنين.
ظننته تائه الفكر مجهد الجسد توسمت الذكاء فيه وشيء من الوفرة تغلب الندرة.
أردت تفحصه ولكني احببته فهو الكمال بعينه...
لبرهة من الزمن لمعت في عينيه لغة الحب........
حينها فهمت أنه تائه مثقل ومتعطش
فمن أين سيبدأ
تركته يقطف من بستان قلبي ما يشاء
ويغتسل بنهر (العطاء)
فهو حتما سيستجمع قواه، فرحلة التيه شاقة....
طلبته يوما أن يقطف لي من الثمر ويطعمني لأتذوق لذة ما كان يقطفه لكنه لم يأبه
غضبت لذلك لكنه لم يعِ أن الندرة في مدينة تتلاشى أمام الوفرة
ولكنه الوحيد الذي استثني من هذا القانون،،،
لا أعلم هل هو النادر المتفرد
أم أنا المعطاءة صاحبة الوفرة.
حسناً سأمهله المزيد من الوقت ربما مازال الإعياء ينتابه.
سأطيل الصبر قليلاً لربما جاء بعقل تشبع بموروث مجتمعي حيث لا عطاء يراد به رد إحسان..
ولا كرماً يراد به ثناء.
شيم جميلة وموروث عظيم... لكن لا وجود لها في المدينة.
لم استطع إخفاء غيظي ولم يمكث طويلا لجدالي بحدة ذكاء فاقت توقعاتي..
أوليست تلك المدينة يا سيدتي شرعها الحب اللا مشروط؟
على رسلك سيدي فثمة مفاهيم مغلوطة فقانون الوفرة ينص على العطاء، فالكون يعطي بأسره ونحن كبشر شيء منه فلِم الاشمئزاز فكما تُريد يُراد.
فسل تعطَ صفة ربانية لا تدركها إمكانياتنا البشرية.
ولذلك استوجب العدل بالعطاء المتبادل لتطمئن قلوبنا وتأنس حينها ستدرك أن الحب اللامشروط أساسه العطاء.
عجباً لأمرك إن أردت إسعاد نفسك دون إسعاد الآخرين، وإن تعطشت لسيل منهمر من الحب دون أن تستجدي نزوله بصلاة استسقاء مكثتُ متضرعاً بها محوّلاً رداء مشاعرك تفاؤلاً بتحول القحط الذي انتابها.