عثمان أبوبكر مالي
أرخى (الميركاتو الصيفي) في الدوري السعودي لكرة القدم (دوري روشن) سدوله في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، من غير مفاجأة تذكر أو يتوقف عندها، سواء في العدد او في الأسماء او حتى في القيمة السوقية للاعبين الذين قدموا، وذلك مقارنة بالموسم الماضي، ويبدو ان الميركاتو هذا الصيف أكبر وأضخم من حيث العدد ولكنه أقل من حيث النوعية والأسماء والقيمة السوقية (اجمالاً) رغم ان الصفقات فيها أسماء كبيرة وقوية، لكنها اقل عدداً من الموسم الماضي، مع انخفاض (القوة الشرائية) للدوري السعودي (والكرة السعودية) عموماً هذا الموسم، حتى اضافة اندية شركات قوية مثل القادسية (ارامكو) بالإضافة الى اندية شركات الدرجة الثانية مثل العلا ونيوم، وايضا دخول نظام جديد هو السماح لأندية دوري روشن استقطاب لاعبين تحت سن 23 عاما لكل فريق (مواليد 2003) مما يفترض رسميا إضافة 36 لاعباً لو نفذت كل الفرق القرار وهو ما لم يحصل.
بلغ عدد الصفقات التي تمت اكثر من (180) صفقة ما بين اسماء جديدة، واخرى غيرت قميصها بالانتقال من ناد الى آخر، وهناك اكثر من فريق كان عدد تغييراته مبالغ فيه وغير عملي (غالباً) إذ وصل العدد الى (21) لاعبا، كما هو الحال في العروبة و20 لاعبا في الخلود وكذلك في الرياض، والقائمة كاملة تضم (25) لاعباً، مع التعديل الجديد الذي طبقته رابطة دوري المحترفين.
ورغم ان صفقات اندية الصندوق (الاستحواذ) كانت محل الاهتمام والتركيز الكبيرين، وهي اكثر ما يلفت الأنظار كأسماء وقيمة سوقية و(جدل تفاوضي) الا ان عددها جاء قليلاً جدا قياساً بالطلبات، وذلك بطبيعة الحال رغبة في الاستقرار وللقناعة بالاختيارات واكثر الأسماء من الموسم الماضي استمرت، ومع ذلك حصلت بعض التغييرات التي لم تكن متوقعة، من ذلك خروج لاعبين جاءوا في الموسم الماضي، وتحديداً في الاتحاد والأهلي والنصر.
الاتحاد هو اكثر أندية الاستحواذ استقطابا في هذا الميركاتو بثمانية لاعبين (اجانب ومحليين) يليه النصر بخمسة لاعبين، ثم الهلال بأربعة لاعبين فالأهلي بلاعبين فقط، فيما تفوقت اندية صاعدة الى (روشن) وفي موسمها الأول بعدد استقطاباتها الكثيرة، مثل العروبة والقادسية الذي صعد بالصدارة واحضر(15) لاعباً، ويليهم في العدد الشباب بأحد عشر لاعبين.
في النهاية في قائمة كل فريق عشرة محترفين اجانب (مع المواليد) لكن المهم من استفاد ومن احسن الاختيار ومن صحح اخطاؤه وعدل اعوجاجه، ومن اختار العطاء والجودة، وليس الاسم والشو، هو من سيكسب اما العدد فكما يقول المثل (العدد في الليمون)!
كلام مشفر
- الرؤية الفنية التي تحدد الاختيارات، تعتمد على اجتهاد في معايير اختيار الأسماء والمفاضلة بينها، وهذا لكل الفرق، لكن ذلك لا يعني بالضرورة نجاح الاسم القادم، فقد لا يحالفه التوفيق لأسباب كثير شخصية وبيئية واحيانا تكتيكية ولا ملامة على من اجتهد واختار، فلا يلام المرؤ بعد اجتهاده.
- رغم كل ما تعرضت له، جاءت صفقات الاتحاد هذا الصيف بأسماء معقولة ومقبولة، وفق اجتهادات (اللجنة الفنية) واختياراتها، التي فرقت عن الموسم الماضي، بدليل خروج أسماء كان الاتفاق عليها بالأجماع، وتحديدا (جوتا وفليبي).
- ولأننا في الاتحاد فعلى سبيل المثال كان القبول في الموسم الماضي للصفقات الثلاث التي (فرضت) عليه متفاوتاً من قبل الجماهير، فقد كان الرضى كاملاً مع الثنائي (بن زيما وفابينهو) والرفض كبيراً مع (كانتي) بحجة ابتعاده وكثرة اصاباته، وما حصل على ارض العطاء والاداء والجودة على المستطيل الكبير نجاح بفارق وتفوق كبير لكانتي لا يقارن، واحيانا قد يحدث العكس.
- كل ذلك تفسيره كما أقول دائما، إن كرة القدم ليست (علماً حقيقياً) ولا فناً موروثا، لكنها قد تجمع بين الاثنين، ويتحكم في ذلك عوامل كثيرة لا يستطيع ان يتجرد منها اللاعب مهما كان عمره ومهما كانت خبراته وبيئة فريقه وعناصره، لأنه في النهاية هو بشر وظروف، ولأنه (لكل مجتهد نصيب).
- من حسن حظ الفرق التي لم تكمل نصابها من المحترفين الاجانب الا مع الساعات الأخيرة للميركاتو، انها ستدخل فترة التوقف الحالية المتزامنة مع (ايام الفيفا) وذلك يتيح لها الاستفادة من لاعبيها الجدد، فور استئناف الدوري، بعد ان يتيح لهم التوقف الانسجام والاندماج في الفريق، من خلال المباريات الودية التي حتما سنشاهدها في كل الفرق.