د. أحمد محمد القزعل
الانحراف الجنسي هو توجه أو سلوك جنسي يخرج عن القواعد الاجتماعية أو الأخلاقية المتعارف عليها في المجتمع، كما يشمل هذا المصطلح مجموعة من التصرفات والممارسات الجنسية التي تعد غير طبيعية أو غير مقبولة في المجتمع مثل:
الفتيشية (الانجذاب الجنسي لأشياء غير حيَّة أو أجزاء من الجسد غير الجنسية بشكل تقليدي)، السادية والمازوخية (الحصول على المتعة الجنسية من خلال إلحاق الألم أو تلقيه)، وفي السياق الطبي يستخدم مصطلح «الاضطرابات الجنسية» بدلاً من «الانحرافات الجنسية» ليشير إلى الحالات التي تتطلب تدخلاً علاجياً.
ومن أسباب الانحراف الجنسي: العوامل النفسية التي قد تتعلَّق بتجارب الطفولة المؤلمة كالتعرض للإساءة الجنسية أو الإهمال العاطفي مما يؤدي إلى القيام بتصرفات جنسية غير طبيعية، والعوامل الاجتماعية والثقافية والتي يمكن أن تساهم في نشوء الانحرافات الجنسية مثل غياب التربية الجنسية السليمة أو التعرض لمحتويات إباحية مبكرة، كما يشير بعض الباحثين إلى أن هناك ارتباطاً بين بعض الانحرافات الجنسية والتغيرات في كيمياء الدماغ أو الهرمونات.
ومن أهم طرق معالجة الانحراف الجنسي: العلاج النفسي الذي يتضمن العلاج السلوكي المعرفي مما يساعد الشخص على فهم وتغيير أنماط التفكير والسلوكيات المرتبطة بالانحراف، والعلاج الدوائي، حيث تستخدم قد بعض الأدوية التي تساعد في عملية التحكم بالرغبات الجنسية المفرطة أو غير الطبيعية، ولا بد من تعزيز عملية التثقيف الجنسي وتوعية الأفراد وتقديم المعلومات الصحيحة حول السلوكيات الجنسية السليمة وتعميق مفاهيم التربية الجنسية السليمة بدءاً من المدارس وتعزيز دور الأسرة في توعية الأطفال والمراهقين وتوفير الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يعانون من انحرافات جنسية والتوعية بمخاطر المحتويات الإباحية والسيطرة على انتشارها وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية كجزء من التربية والتنشئة الاجتماعية مما يساهم في التقليل من احتمالية الانحراف.
هذا والإسلام يرفض جميع أشكال الانحرافات الجنسية ويعتبرها مخالفة للفطرة الإنسانية السليمة وللأخلاق التي حددها الشرع، وقد وضعت الشريعة الإسلامية قوانين صارمة للتعامل مع هذه الأفعال من خلال العقوبات والتوجيهات الأخلاقية، كما يدعو الإسلام إلى العفة وحفظ النفس والجسد من الوقوع في المعاصي.
فالانحراف الجنسي ظاهرة معقدة تتطلب فهماً شاملاً ومعالجة فعَّالة من خلال التعاون بين الأفراد والمجتمعات والمؤسسات، مع ضرورة المحافظة على السلوكيات الجنسية السليمة التي تتماشى مع الفطرة الإنسانية والقيم الأخلاقية.