د.منال بنت عبدالعزيز العيسى
في ظل ضم كلية الدراسات الإنسانية والاجتماعية للهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض وفي ظل الرئاسة الفخرية لسمو سيدي ولي العهد للجامعة وعضوية مجموعة من وزراء الدولة وفي ظل طموح ورغبة سيدي في تميز جامعة الملك سعود عربيا وعالميا أجد أنه لابد من إعادة النظر في تخصصات الكلية بما يتوافق ورؤية 2030 وواقع سوق العمل السعودي .
تعد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية أول كلية أنشئت في جامعة الملك سعود منذ أكثر من خمسة عقود، وتحوي ستة أقسام أكاديمية هي: قسم اللغة العربية وآدابها وقسم التاريخ وقسم الجغرافيا وقسم الإعلام وقسم الدراسات الاجتماعية وقسم علوم المكتبات والمعلومات.
من أهم أهداف الكلية :
الحفاظ على التراث الإسلامي والحفاظ علي لغة القرآن والسنة النبوية وترسيخ المفاهيم والمثل الإسلامية العليا. ومن الأهداف المهمة للكلية المشاركة الفعالة في دفع عجلة التنمية بكافة جوانبها في المملكة، لذا أسهمت الكلية بأقسامها و ما زالت تسهم إسهامات مضيئة في خدمة المجتمع، ودفع عجلة التنمية في المملكة .
هنا لابد من طرح التساؤلات الآتية :
- هل تتوافق هذه الأهداف والنهضة العلمية والبشرية في المملكة العربية السعودية ؟
- هل تساهم في مد سوق العمل السعودي بقدرات بشرية مؤهلة للعمل وفق المستجدات العلمية والحضارية للمملكة العربية السعودية ؟
- هل مازالت تستقطب اهتمام الطلبة للالتحاق بتخصصاتها سنويا ؟
أسئلة لابد من مناقشتها وطرحها والبحث عن إجابات كافية لها .
فيما أعتقد أن الكلية بحاجة لإعادة هيكلة التخصصات الإنسانية والاجتماعية وفق خطة استراتيجية قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد تحاول تحقيق الأهداف الآتية :
1- دمج بعض التخصصات المتقاربة في فلسفتها ومخرجاتها.
2- التركيز على برامج الدراسات العليا بما يؤهلها لتكون كلية بحثية تساير المستجدات الحضارية والثقافية والجغرافية والتاريخية والإعلامية في المملكة العربية السعودية
3- تفعيل وجودها الميداني والواقعي في وزرات الدولة ذات العلاقة المباشرة والقطاع الخاص من خلال :
- عقد شراكات مع تلك الجهات بهدف مد الجسور بين التنظير العلمي والتطبيق الميداني
- الانفتاح على الدراسات التطبيقية ذات النتائج الواقعية التي يمكن تمريرها للوزارات المعنية بما يخدم المواطن السعودي.
- الانفتاح على الجامعات العربية والعالمية المتميزة ؛ باستقطاب أهم علمائها ضمن برنامج الأستاذ الزائر.
- عقد شراكات علمية مباشرة سواء أكانت داخلية مع وزارات الدولة أم خارجية مع الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية.
4- تفعيل قرار تحويل مسمى الكلية من « كلية الآداب « إلى كلية الدراسات الإنسانية والاجتماعية من خلال إعادة النظر في المناهج والرؤية والمخرجات المتوقعة منها
5- تفعيل التدريب الميداني وربطه بالتخرج كمادة إجبارية لكافة تخصصات الكلية بما يحقق توفير قدرات بشرية مؤهلة حسب الجهة المستقطبة.
6- إيقاف نظام التعاون الداخلي الذي يستهلك ميزانية الكلية سنويا دون مقابل علمي يستحق ذلك.
7- تقنين نظام التعاقد الخارجي بحيث يقتصر على الأبرز علميا من الجامعات العربية والعالمية وبحد زمني أقصى : ثلاث سنوات غير قابلة للتجديد.
8- استقطاب الكفاءات العلمية السعودية الحاصلة على شهادات عليا للعمل في الكلية كل في تخصصه.
9- البحث الدائم والمستمر عبر ورشات عمل وندوات علمية عن مستقبل كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والدور الذي يمكن أن تقوم به خدمة للمجتمع السعودي في ظل رؤية 2030.
10- تفعيل الشراكة بين الكلية ووزارة الثقافة لتحقيق الأهداف الآتية :
- الاستثمار المادي للقوى البشرية العلمية لأساتذة الكلية من خلال ايفادهم للعمل في الوزارة كمستشار غير متفرغ يخدم الوزارة وكليته في الوقت ذاته.
- الاستثمار المادي للقوى البشرية العلمية لطلبة الكلية من خلال تأهيلهم للعمل في تلك الوزارات بعد إنهاء البرامج التدريبية الميدانية.
- مسايرة منتجات الوزارة علميا ومهنيا من خلال نخبة من الأساتذة المتخصصين سواء في الفنون أم النقد أم الفلسفة أم الأزياء أم الرقصات الشعبية أم المسرح.
- عقد شراكة خاصة تهدف لاستحداث فعالية سنوية بمشاركة الكلية والوزارة لاستحداث « يوم الفن السعودي « يكون حدثا عالميا تستحضر من خلاله الوزارة والكلية المخرجات الفنية السعودي بأبهى حللها وأميز منتجاتها
بهذا تكون كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قد فعلت حضورها الخارجي وشاركت وزرات الدولة في النهضة الحضارية التاريخية للمملكة العربية السعودية من خلال تخصصات علمية لاشك أنها من أهم روافد التنمية البشرية والعلمية للمملكة العربية السعودية.
** **
- أستاذ الفلسفة والنقد بجامعة الملك سعود