خالد احمد اليوسف
الدكتور/ إبراهيم بن عبدالرحمن التركي لم يكن محررًا ثقافيًا أو مشرفًا أدبيًا أو مديرًا لتحرير جريدة يومية تعتبر من أهم الصحف العربية فقط، بل هو أكبر من ذلك وأعمق وأكثر تجذرًا في حياتنا الثقافية! نعم إن أبا يزن يتسم بصفات كثيرة رأيت بعضها وسمعت عن بعضها وما خفي من الجمال أكثر وأكثر، تعرفت عليه منذ ثلاثة عقود أو تزيد، وكلما مرت الأيام وجدت منه المعدن الأصيل في الرجال، لهذا لم أطلب منه طلبًا إلا وجدت موافقته مباشرة، أكرمني كثيرًا وكثيرًا في ملحق الجزيرة ثم مجلتها، وفي مواقع أخرى، ساند ووقف مع انطلاقة عملي الببليوجرافي الوطني: حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة العربية السعودية منذ بداياتها، وإلى أن أصبحت عملًا كبيرًا لاتصلح للنشر إلا في كتاب مستقل، وفرح بذلك كثيرًا؛ ثم ساند أي ملف أدبي أعده للجزيرة، ولهذا أصدر لي أكثر من خمسة ملفات تعتبر مرجعًا في بابها، ثم عند التكريم الذي تم اقتراحه عليه رد عليّ حرفيًا: جريدة الجزيرة بين يديك وأنت أحد أبنائها وتستحق ذلك! وبالفعل جاء ملفًا وعملًا خالدًا في مسيرتي الثقافية، ماذا أقول وماذا أكتب عن أخي الدكتور إبراهيم التركي؟ في يوم تكريمه والاحتفاء بتجربته الثقافية الشاملة؟ والحديث عنه يطول ويتفرع، لأنه مثقف من طراز رفيع، لم أقرأ له مقالا إلا والدهشة تسيطر علي من أسلوبه الفريد، ولغته الخاصة، وعمق فكره ورؤيته لموضوع المقال؛ إنه كاتب غير عادي، بل مفكر أعده من الأسماء المتميزة في الطرح والتناول بفلسفة خاصة!
هذه بعض سمات أخي الدكتور إبراهيم التركي، وبعض عطائه العملي والكتابي، وبعض صفات خلقه الرفيع الذي وقف معي لفترات طويلة، شكراً إبراهيم التركي.. شكراً أبا يزن.. شكرا دكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي الوفي في جميع مواقفك!
أما الأوفياء الذين يستحقون الشكر على جميع صنعهم ففي مقدمتهم أخي الدكتور محمد المشوح الذي احتفل بتجربته قبل أشهر في مساء جميل، احتشد فيه معظم المثقفين والأدباء والأصدقاء الذين رغبوا الحديث عن تجربته الفريدة، وكانت من أجمل الليالي.
ثم هاهي تتجدد ليالي التكريم والاحتفال في نادي القصيم الأدبي بالتعاون مع ناديي الرياض الأدبي، ونادي جدة الأدبي الثقافي، وهي ليلة مختلفة لوجود نخب وأسماء كبيرة في منطقة القصيم وغيرها، ستكون ليلة جامعة من أجل الشخصية الجامعة بتجارب مكتملة الوعي والثقافة والوطنية، شكرا للأندية الأدبية التي تأبى الصمت أمام الجمال، والعطاء والإنتاج والوجود الثقافي الكبير.
أما الجزيرة الأم، والأرض الحنون لي ولغيري ممن انطلق في عالم الكتابة والنشر منذ مايزيد على أربعة عقود (عام 1398هـ/ 1978م)، فهي التي تجددت حياتي الكتابية عبرها، وهي الدفء الذي يجذبني إلى عالم النشر في عقود متتالية، إلى أن أصبح أخي الدكتور محمد بن عبدالعزيز الفيصل قائدها الثقافي المجدد لشموخها فوق السحاب، فهي الملاذ الدائم في النشر الثقافي، والانتشار في داخل الوطن وخارجه، لكم جميعًا حبي الأخوي الحميم، وللرائد الأول في صحافتنا الاستاذ خالد بن حمد المالك التقدير الكبير على رعايته الدائمة.