ناهد الأغا
في إطار جهود المملكة العربية السعودية لتعزيز مكانتها كوجهة متقدمة تسعى إلى الريادة للفعاليات الثقافية والفنية على المستوى الإقليمي والدولي فقد تقرر استضافتها لمهرجان المسرح الخليجي للنسخة الرابعة عشرة تحت رعاية وزير الثقافة سمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان حفظه الله.
فما المسرح وما الهدف منه كي يتم الاهتمام به بإقامة المهرجانات التي تسعى لإبرازه بين الفنون؟
المسرح هو أصل الفنون التي تعتمد على الأداء، يتعاون فيه فنانون حقيقيون لتصوير حدث حقيقي أمام جمهور حي في مكان معين؛ وهو أصعب أنواع الفنون لأن الفنانين يؤدون مجموعة من الإيماءات والكلام والأغاني والموسيقى والرقص على الملأ، أي يجب أن يكونوا على أهبة الاتقان حيث الجمهور أمامهم وليست كاميرات جامدة.
هذا المسرح له أهداف متعددة، منها: الترفيهي والتأثيري والتثقيفي والمعرفي والجمالي وهو يلقي الضوء على أفكار ومفاهيم بطرق متعددة وقضايا مختلفة تحفز الجمهور على المشاركة والتفاعل بما فيه الكوميدي او التراجيدي.
ثم أنه يتكون من مجموعة من الأفراد المسؤولين عن أدوار تسعى لبناء عمل له قيمة تعبر عن دافع المجتمعات وترسخ القيم والأخلاقيات التي يحتاجها المجتمع وهو ليس عبثيا وإنما له هدف حيث يعمل أركانه (الجمهور، الممثل، المخرج) على إيصاله بما يرضي المجتمع وقيمه فهو يحفز الخيال على التفكير والنقد ويساعد على تشخيص تناقضات المجتمع ومشاكله وتقديم الحلول.
ولأن المملكة العربية السعودية حاضنة الثقافة والفنون وتسعى دائما الى التميز ومواكبة التطور والاندماج مع كل ما يفيد المجتمع وأبنائه فقد أولت المسرح اهتمامها الكبير، حيث استضافت المملكة نسخته الرابعة عشرة للمرة الأولى، وذلك في مؤتمر صحفي عُقد في المركز السعودي للموسيقى بالرياض، بحضور عدد من الإعلاميين ومسؤولي المهرجان والشخصيات الثقافية.
إذ أكد الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي عناية المملكة باحتضان المبدعين والمبتكرين في مختلف نواحي الثقافة وتقديم المنصات المناسبة لهم. منوّها بأهمية المهرجان في إعادة البريق لمجال المسرح في مختلف دول الخليج وتعزيز العلاقات والجهود المشتركة بين الدول الشقيقة ومبدعيها في مجال المسرح.. وفي كلمة للأستاذ سلطان البازعي بأن دورنا سيتجاوز التنظيم إلى التحفيز والتمكين حتى يكون المسرح والفنون الأدائية عنواناً مضيئاً وبوابة رحبة لثقافتنا الوطنية.
ومن جهته، أوضح مدير مهرجان المسرح الخليجي خالد الباز أن المهرجان يمثل نتاج عمل جماعي وجهودا كبيرة على مدى شهور طويلة؛ مبيناً أن المهرجان يتضمن ستة عروض مسرحية رسمية، تمثل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ وهي مسرحية «بحر» التي تقدمها المملكة العربية السعودية، ومسرحية «أشوفك» من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومسرحية «عند الضفة الأخرى» من مملكة البحرين، ومسرحية «الروع» من سلطنة عمان، ومسرحية «الخيمة» من دولة قطر، ومسرحية «غصة عبور» من دولة الكويت.
وأشار أيضاً إلى أن المهرجان يتضمن حزمة من الورش التدريبية والندوات الحوارية بعناوين ثرية، مثل: الإدارة الثقافية في الفرق المسرحية، والبنية الأساسية للمسرح في دول مجلس التعاون الخليجي، إضافةً إلى تخصيص برنامج للمسامرات الخليجية.
وأشاد الباز بالتنوع الكبير في المهرجان سواء في الحضور الثقافي والفني الخليجي والعربي أو في العروض والنقاشات الثقافية، لافتاً النظر إلى أن المهرجان سيكرم سبعة من أبرز الأسماء المسرحية في دول مجلس التعاون؛ تقديرًا لما قدموه لإثراء الحراك المسرحي الخليجي.
وتحدث في المؤتمر أيضاً رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية خالد الرويعي، أثنى خلال حديثه على جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية في احتضان النسخة الرابعة عشرة من المهرجان؛ مؤكداً أن هذه الدورة لم تكن لترى النور لولا جهود المملكة وتضافر جهود اللجنة الدائمة والفرق المسرحية، موجهاً الشكر كذلك لكل المسرحيين الخليجيين والفرق الأهلية المشاركة في هذا المحفل الثقافي الرائد. وأشار إلى أن لجنة التحكيم تضم نخبة من الأسماء المسرحية الخليجية، وتعتمد معايير تقييم واضحة، مبيناً أن جائزة الفرق المسرحية سيتم منحها وفق شروط فنية ومسرحية تمكن الفرق المسرحية من الوصول لأبعاد جديدة في عروضها، مضيفاً أن المهرجان يفتخر بوجود الكتاب المسرحيين الخليجيين.
يشار إلى أن هيئة المسرح والفنون الأدائية أعلنت مؤخراً عن إقامة مهرجان المسرح الخليجي بنسخته الرابعة عشرة في الرياض، برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان سمو وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية، وذلك على مدى ثمانية أيام من 10 حتى 17 سبتمبر المقبل، وذلك في تجمعٍ ثقافي نوعي تستضيفه المملكة للمرة الأولى، جامعاً عدداً واسعاً من الفنانين والمبدعين المسرحيين من جميع دول المجلس التعاون الخليجي، كما يسعى المهرجان إلى إثراء الحراك المسرحي الخليجي، وتعزيز الروابط الفنية والثقافية والشراكات بين المسرحيين الخليجيين، إضافة إلى صناعة منصة للتبادل الثقافي والفني لدعم وتمكين فناني المسرح الخليجي من عرض أعمالهم الجديدة خلال سلسلة من 6 عروض مسرحية، بواقع مسرحية من كل دولة، كما يسبق سلسلة العروض المسرحية حفل افتتاح ويليها حفل ختامي، يُكرّم فيه الفنانون ويعلن عن الفائزين بالجوائز.
دائماً وأبدا تسعى المملكة العربية السعودية إلى بلوغ المراتب العالية في كل مجالات الحياة علمياً وتكنولوجياً وأدبياً وفنياً.