تغريد إبراهيم الطاسان
بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيس الصندوق السعودي للتنمية، يبرز دوره المهم والمتزايد كركيزة أساسية في دعم التنمية المستدامة حول العالم.
لذلك كان لجلسة مجلس الوزراء الأخيرة حضور رائع للصندوق من خلال الإشادة بدوره على مدى نصف قرن من الزمان.
منذ تأسس الصندوق في عام 1974، وهو يعتبر إحدى المؤسسات البارزة التي تمثل المملكة العربية السعودية في تقديم المساعدات التنموية للدول النامية والأقل نموا.
وتأتي هذه المناسبة لتسليط الضوء على إنجازات الصندوق على مدى نصف قرن من الزمان، وما قدمه من إسهامات كبيرة في تحسين حياة الملايين من الناس في مختلف أنحاء العالم بدون منّ ولا أذى ولا استغلال للحاجة في البلدان الفقيرة وطلب مقابل ذلك..
بل تقدم هذا العون وذلك الدعم انطلاقاً من دورها الإنساني والتزاما بقيمها ومسؤولياتها تجاه المجتمعات الأقل حظاً والأصعب حياة..
منذ تأسيسه، ركز الصندوق السعودي للتنمية على تمويل المشاريع التنموية في الدول النامية، حيث قام بتمويل أكثر من 700 مشروع تنموي في أكثر من 80 دولة، وقد شملت هذه المشاريع مجالات متنوعة مثل البنية التحتية، التعليم، الصحة، الزراعة، والطاقة.
وتميزت هذه المشروعات بأنها ليست فقط توفر حلولًا فورية للاحتياجات الأساسية للدول المستفيدة، بل إنها تساهم في بناء قدراتها وتعزيز استدامة تنميتها على المدى البعيد.
تتجلى أهمية الصندوق السعودي للتنمية في تنوع مشاريعه وقدرته على تلبية احتياجات مختلفة حسب طبيعة كل دولة.
على سبيل المثال، في مجال التعليم، ساهم الصندوق في بناء المدارس والجامعات، وتوفير المنح الدراسية للطلاب من الدول النامية، مما يتيح لهؤلاء الشباب فرصًا للتعلم والتطور والمساهمة في بناء أوطانهم.
وفي مجال الصحة، تم تمويل بناء المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى تزويدها بالمعدات الطبية الضرورية، مما أدى إلى تحسين الخدمات الصحية وتقليل معدلات الأمراض والوفيات في العديد من الدول المستفيدة.
وبالإضافة إلى تمويل المشروعات، يتبنى الصندوق مبدأ الشراكات مع الدول والمنظمات الدولية والمحلية، وذلك لضمان تنفيذ المشروعات بشكل فعّال ومستدام.
وقد نجح الصندوق في بناء علاقات تعاون قوية مع العديد من المنظمات الدولية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مما ساعد على تعزيز فعالية الجهود التنموية وزيادة تأثيرها.
يأتي احتفال الصندوق السعودي للتنمية بمرور خمسين عامًا على تأسيسه في ظل تنامي دوره على الصعيد الدولي. فقد توسعت نشاطات الصندوق بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة، مع التركيز على دعم الدول الأقل نموًا، حيث يهدف الصندوق إلى تحقيق التوازن في التنمية المستدامة عالميًا من خلال تقديم المساعدات الإنمائية التي تساهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للدول المستفيدة.
ولا يقتصر دور الصندوق على تقديم القروض والمنح، بل يشمل أيضًا تقديم المساعدات الفنية والاستشارية للدول النامية. وذلك من خلال إرسال الخبراء والمتخصصين للمساعدة في تخطيط وتنفيذ المشروعات، وتقديم الدعم الفني والتقني لضمان نجاحها واستدامتها.
هذا الدور الاستشاري يعزز من فعالية المساعدات المقدمة ويضمن تحقيق النتائج المرجوة.
وتأتي هذه المناسبة للاحتفاء بالإنجازات الكبيرة التي حققها الصندوق السعودي للتنمية، والتي انعكست بشكل إيجابي على العديد من الدول والمجتمعات حول العالم.
وهي أيضًا فرصة للتأكيد على استمرار التزام المملكة العربية السعودية بدعم التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الدولي.
ومن المتوقع أن يواصل الصندوق لعب دور رائد في تحقيق الأهداف التنموية على الصعيد العالمي، والمساهمة في بناء مستقبل مشرق للدول النامية والمجتمعات الأقل نموا.
ويمكن للمرء أن يتلمس دور الصندوق السعودي للتنمية ويشعر بأثره الكبير في تحسين حياة الملايين حول العالم، وتقدير الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في دعم التنمية المستدامة..