رثائية في المغفور له بإذنه تعالى الفقيه العلامة الدكتور إدريس عزوزي
أَعَبْدَ الحَقِّ زَلْزَلَنِي الرَّحِيلُ
لِوَالِدِكَ الذِي يَبْكِيهِ جِيلُ
إلَى الرَّحْمَنِ وافَى مُطْمَئِنّاً
بِجَنَّاتِ النَّعِيمِ هُوَ النَّزِيلُ
سَيَبْقَى الإِسْمُ حَيّاً فِي بِلَادِي
وَيَبْقَى الدَّمْعُ للِذَّكْرىَ يَسِيلُ
فَإِدرِيسُ الفَقِيهُ بِدِينِ رَبِّي
تَحَقَّقَ فِي رُؤَاهُ المُسْتَحِيلُ
وَعَاشَ مُنَزَّهاً مِنْ أَيِّ عَيْبٍ
وَقَلَّ بِذَا الوُجُودِ لَهُ مَثِيلُ
كَرِيماً عَاشَ يُعْطِي دُونَ مَنَّ
وَمِنْ أَعْدَائِهِ كَانَ البَخِيلُ
وَكَانَ بِعِلْمِهِ بَحْراً غَزِيراً
بَلْ إنَّ البَحْرَ فِي وَصْفِي قَلِيلُ
فمَا كَانَ السُّؤَالُ الصَّعبُ يَرْقَى
لِقِمَّةِ عِلْمِهِ أَوْ يَسْتَطِيلُ
وِحِينَ يُجِيبُ إدْرِيسٌ سُؤَالاً
يَكُونُ كَلاَمَ قُرْآنِي الدَّلِيلُ
مَضَى إدْرِيسُ عَنَّا ذَاكَ حَقٌّ
وَمَا لِبَقَاءِ إنْسَانٍ سَبِيلُ
وَلَكِنْ عِلْمُهُ بَاقٍ كَمَاءٍ
وَهذَا المَاءُ صَافٍ سَلْسَبِيلُ
وَأَبْنَاءُ الفَقِيدِ شُهُودُ نَجْمٍ
مُضِيءٍ مَا لَهُ أَبَداً أُفُولُ
وَعَبْدُ الحَقِّ عَزُّوزِي صَدِيقِي
وَفِيُّ مُخْلِصٌ شَهْمٌ نَبِيلُ
لَهُ وَلِآلِ عَزُّوزِي عَزائِي
لَهُمْ مِنْ بَعْدِهِ العُمْرُ الطَّوِيلُ
لإِدْرِيسَ النَّعِيمُ يَقُولُ: أَهْلاً
وَنَحْنُ عَزَاؤُنَا صَبْرٌ جَمِيلُ
**
- شعر: خليل عيلبونى