خالد بن حمد المالك
توقفت عند خبر تم تداوله الأسبوع الماضي عن شكر الرئيس الروسي لجهود سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إطلاق سراح الصحفي الأمريكي لدى روسيا والأسرى الروس لدى أمريكا، وتقدير فخامته لجهود المملكة في معالجة القضايا الإنسانية، في سياق جهودها السابقة التي نجحت في الإفراج عن عدد من الأسرى لدى روسيا من جنسيات مختلفة.
* *
وضمن التقدير الروسي للمملكة، فقد شكر الرئيس بوتين الأمير محمد على الجهود التي قام بها لإيجاد حل سياسي للأزمة في أوكرانيا، ضمن ما قامت به القيادة الرشيدة من اتصالات ومساع بهدف الإسهام في خفض حدة تصعيد الأزمة، وتغليب الدبلوماسية والحوار لإنهائها، وبذل جهود الوساطة للتوصل لحلها سياسياً.
* *
لهذا عندما توصف المملكة بأنها مملكة الإنسانية، فلم يأت هذا الوصف من فراغ، وإنما أتى من سياسة متفردة تميزت بها المملكة منذ تأسيسها لحل الخلافات والنزاعات الإقليمية والدولية سلمياً، وتدخلها إنسانياً لإطلاق سراح المحتجزين، والرهائن، وأسرى الحروب، وإغاثة المتضررين العالقين في مناطق الصراع، أو النازحين منها.
* *
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فمنذ أن بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فقد أولت قيادة المملكة اهتماماً بالغاً بها، وبذلت جهوداً كثيرة للتخفيف من التداعيات الإنسانية والأمنية للأزمة الأوكرانية، فكان أن نجحت الوساطة التي قادها سمو ولي العهد في إطلاق سراح 10 أسرى من مواطني عدد من الدول لدى روسيا.
* *
وما كان هذا ليحدث لولا الثقل السياسي، والمكانة الرفيعة، والعلاقات المتوازنة، التي تحظى بها المملكة وقيادتها الرشيدة، في سياق تجاربها السابقة التي تكللت بالنجاح في كل ما يخص العمل الإنساني، بشكل ودي، وتفاهمات إنسانية.
* *
وليس من باب الصدف، أو الحالات الاستثنائية، أن تقود قيادة المملكة هذا المسار الإنساني بنجاح، وأن يكون موضع تقدير بين دول العالم، وأن تكون المملكة هي الخيار المفضل للتوجه إليها كلما استعصت قضية إنسانية، ليأتي الحل من تدخلها، ومن خلال استثمار علاقاتها لتحقيق ذلك، وهذا ما تم بنجاح في وساطة الأمير محمد بن سلمان لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين أمريكا وروسيا.
* *
والمملكة في هذا، يدفعها الحرص على تطبيق سياساتها الإنسانية، وهي متنوعة، وشاملة، وتصل إلى كل دول العالم، ولكل من خاطب المملكة متطلعاً ومنتظراً مساعدتها، دون أن تمن بذلك، فهذا ما قامت عليه المملكة منذ تأسيسها، وما ترجمه سلوكها، وما هي عليه في حاضرها كما كانت كذلك في ماضيها.
* *
وبالتأكيد، فإن المملكة تفعل كل هذا، وتوظف كل قدراتها وإمكاناتها وعلاقاتها لهذا الغرض، دون أن يكون لها هدف، أو مصلحة، وإنما هو عمل إنساني بحت، لا تريد منه جزاءً ولا شكوراً، وحسبها أنها تترجم أخلاقياتها الإنسانية التي قامت عليها منذ التأسيس بمثل هذه الأفعال مع كل من يحتاج إليها.
* *
وستظل بلادنا هكذا، لمسة حنان، وعاطفة نحو الآخرين، وجهدا إنسانيا لا ينقطع، وتعاطفا مع من يحتاج إليها، وإقداما على زرع الحب والتعامل الحسن مع الجميع، ولن تحيد عن ذلك، فهي استحقت أن تكون مملكة الإنسانية بمثل هذه الأفعال.