سطام بن عبدالله آل سعد
شهدت الجماهير السعودية مباراة منتخبنا الوطني ضد إندونيسيا في بداية تصفيات كأس العالم 2026، حيث كانت الآمال كبيرة بتحقيق بداية قوية تليق بالطموحات الوطنية. ولكن النتيجة جاءت مخيبة للآمال، مما أثار العديد من التساؤلات حول إدارة المدرب الإيطالي مانشيني. فقد برزت مشكلات تكتيكية واضحة، واختيارات غير موفقة في التشكيل والخطط، مما يستدعي الوقوف عندها وتحليلها لتحديد تأثير هذا الفكر على مستقبل المنتخب في التصفيات.
أداء اللاعبين .. تكتيك قديم
رغم الأداء المميز الذي قدمه المنتخب السعودي في كأس العالم 2022، إلا أن المستوى في المباراة ضد إندونيسيا كان أقل بكثير من التطلعات. يعتمد مانشيني على استراتيجيات تكتيكية تقليدية لم تعد تناسب متطلبات كرة القدم الحديثة، والتي تعتمد على المرونة والتنوع. هذا الأسلوب جعله غير قادر على توظيف اللاعبين بشكل يعزز الأداء الهجومي، وهو ما ظهر بوضوح في قراراته المثيرة للجدل مثل إشراك اللاعب الحسن في مركز دفاعي خلال الدقائق الأخيرة من المباراة، رغم حاجة الفريق الماسة للهجوم لتحقيق الفوز. هذا التوجه يثير التساؤلات حول قدرته على مواكبة التطورات الحديثة في عالم التدريب !!!
ضعف التحليل والقرارات الفنية
من المفترض أن يكون التحليل الدقيق للفريق الخصم جزءًا أساسيًا من عمل المدرب، لكن مانشيني فشل في دراسة فريق إندونيسيا بشكل كبير، واتخذ قرارات تكتيكية غير موفقة. فعذره بأن لاعبي إندونيسيا محترفون في الخارج لم يكن مقنعًا، خاصة بالنظر إلى أن هؤلاء اللاعبين يلعبون في دوريات أقل مستوى بكثير من الدوري السعودي. الاعتماد على مثل هذه التبريرات يعكس ضعفًا في التحليل الاستراتيجي وغياب الشجاعة في اتخاذ قرارات جريئة وتصحيح المسار أثناء المباراة، وهو ما أفقد المنتخب السيطرة على مجريات اللقاء وأدى إلى هدر الفرص الثمينة.
أزمة رأس الحربة
منذ فترة طويلة، يعاني المنتخب السعودي من غياب رأس حربة صريح، مما أثّر بشكل مباشر على الفاعلية الهجومية وإنهاء الفرص في الشباك. برزت هذه المشكلة بوضوح في مباراة إندونيسيا؛ فعلى الرغم من سيطرة المنتخب على الكرة وتفوقه في خط الوسط، إلا أن غياب مهاجم حاسم أدى إلى إهدار الفرص وأثر سلبًا على الأداء العام، ولمعالجة هذه الأزمة، يجب تعديل التشكيلة والتركيز على اكتشاف مهاجمين جدد في جميع الأندية، سواء في دوري يلو أو دوري روشن، كما كان الحال مع شايع النفيسة -رحمه الله-، الذي قدم مثالًا حيًا عندما لعب بجانب ماجد عبدالله في كأس آسيا 84م، حيث أثبت أهميته في التشكيلة رغم قدومه من دوري الدرجة الأولى.
هل نحن نضيع الوقت؟
استمرار مانشيني في منصبه مع اعتماده على أساليب قديمة يُعتبر إضاعة للوقت، فالتصفيات المؤهلة لكأس العالم ليست مرحلة للتجارب أو تكرار الأخطاء، بل تتطلب مدربًا قادرًا على قراءة المباريات بدقة، وتقديم حلول مبتكرة وفعالة مع جرأة في تعديل الخطة حسب ظروف المباراة، وبعد الأداء الضعيف في مباراة إندونيسيا، تبدو المواجهة القادمة ضد الصين الفرصة الأخيرة لاختبار قدرة المنتخب تحت قيادة مانشيني.
الصين ليست خصمًا سهلًا، والفريق سيحتاج إلى تنظيم وتكتيك مميز لتحقيق الفوز. الفشل في هذه المباراة قد يؤكد أن مانشيني ليس الشخص المناسب لقيادة المنتخب في المرحلة المقبلة، وأن التغيير في الجهاز الفني بات ضرورة، ففي هذه المرحلة الحاسمة اتخاذ قرارات جريئة فيما يتعلق بالقيادة الفنية للمنتخب قد يكون السبيل الوحيد للحفاظ على آمال التأهل.
وفي ظل هذه المعطيات، يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم إعادة النظر بجدية في مستقبل المدرب روبيرتو مانشيني. التصفيات المؤهلة لكأس العالم ليست مجالًا للتجارب، بل تتطلب قيادة حازمة ومؤهلة لتحقيق الطموحات الوطنية، فالوقت ليس في صالحنا، وأي تأخير في اتخاذ القرار قد يكلفنا فرصة ثمينة للوصول إلى كأس العالم 2026. المرحلة القادمة تحتاج إلى مدرب قادر على التعامل مع الضغوط واتخاذ القرارات الحاسمة لتحقيق الأهداف المطلوبة.
**
- مستشار التنمية المستدامة