صيغة الشمري
يعد قطاع السياحة أحد المرتكزات الأساسية التي تعول عليها بلادنا في إحداث نهضة تنموية شاملة لما تتمتع به من تنوع جغرافي ومناخي ومناظر ساحرة، بما يشكل ميزة نسبية وقيمة إضافية تجعلها كوجهات سياحية جاذبة على مدار العالم، ومن بينها أجمل الأماكن السياحية ساحل البحر الأحمر باعتباره أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم.
حيث تقود الهيئة السعودية للبحر الأحمر رحلة بناء قطاع السياحة الساحلية وخطط ازدهاره، وأطلقت حملة بعنوان «أكثر من بحر»، تنطلق من أربع ركائز رئيسية توضح فيها حجم أدوارها التنظيمية، وتبني مفهوم الاستدامة، وجذب الاستثمارات، وإظهار التجارب السياحية الممتعة والشيقة في البحر الأحمر، ليظهر بوضوح إسهاماتها من أجل النهوض بقطاع سياحي ساحلي مستدام، رغم قصر مدة تأسيسها كهيئة.
وتعتبر الحملة مواصلة لجهود مكثفة تبذلها الهيئة في التسويق والترويج للأنشطة السياحية الساحلية في البحر الأحمر، وإبراز تنوعها، إلى جانب تشجيع الزوّار والسياح على إثراء تجاربهم باكتشاف وجهات سياحية جاذبة ومتكاملة في البحر الأحمر، وإسهاماً منها في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتنويع مصادر الدخل. وقد وضعت الهيئة مستهدفاً لها بحلول عام الرؤية الطموحة، يتمثل في تحقيق القطاع 85 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي، ورفع مستوى الإنفاق ليصل إلى 123 مليار ريال، إلى جانب خلق أكثر من 210 آلاف وظيفة خلال الفترة نفسها، بما يُسهم في تنويع مصادر الدخل غير النفطي للمملكة، ما يشير إلى أن الحملة جاءت امتدادًا لتخطيط ممتد منذ سنوات لبناء قطاع سياحي مميز ورائد في المنطقة يعد البحر الأحمر أحد أركانه الواعدة التي نصبت أشرعتها لتبحر إلى مستقبل مشرق.
الناظر إلى محاور الحملة، يجدها تهتم في المقام الأول بجذب الاستثمارات المحلية والدولية للأنشطة الملاحية والبحرية السياحية، وما تتميز به من مقومات فريدة، أبرزها وجود نحو7 ملايين نسمة يعيشون على امتداد ساحل يبلغ طوله أكثر من 1800 كيلو متر، يشكلون قوة داعمة للسياحة الساحلية، إضافة إلى تنوع التضاريس والطقس، وتعدد الثقافات والتراث، فضلًا عن الكنوز البحرية الثمينة والطبيعة الجاذبة.
كما أن الحملة تسلط الضوء بشكل كبير على محور مهم للغاية وهو «الاستدامة البيئية»، في تأكيد على حرص الهيئة على حماية البيئة كجزء أصيل من مهامها الرئيسة، وقيادتها للجهود مع الجهات ذات العلاقة بوضع آلية للتحقق من حماية البيئة البحرية، وحفظ الأصول الطبيعية والثروات البكر في البحر الأحمر، والذي يتماشى مع اهتمام القيادة -حفظها الله- في هذا الشأن للحفاظ على هذه الأصول للأجيال القادمة، وذلك لما حبى الله البحر الأحمر في مملكتنا الحبيبة بمميزات تجعل منه وجهة سياحية استثنائية في ظل وجود أكثر من 150 شاطئًا، وأكثر من 1000 جزيرة، و130 أصلًا ثقافيًا وتاريخيًا وأحيائيًا، وأكثر من 20 ثقبا أزرق، و50 وجهة غوص جاذبة، مما يجعلها بصدق أكثر من بحر.