عمر إبراهيم الرشيد
التعبير عن الامتنان قولاً وعملاً من أقوى وسائل التحفيز وهي فضيلة أخلاقية لا تتوفر إلا في من رزقوا سمواً في النفس والفكر. وإن كان الله جل في علاه شكر للمؤمنين أعمالهم وما قدموه في حياتهم الدنيا، بالجنة ونعيمها، فكيف ببعض بني البشر نكرانهم لمعروف ولو بكلمة وثناء ودعوة في ظهر الغيب.
حقيقة تابعت عدة حلقات من برنامج (شكراً مليون) في القناة الأولى للتلفزيون السعودي، وأعجبت بفكرته غير التقليدية، وتشجيعه وتحفيزه للجمهور على قيمة الامتنان وتأثير العطاء في اللحمة الاجتماعية ونشر القيم على أوسع نطاق. إضافة إلى هذا هو إسهام مشكور ومشاركة في المسئولية الاجتماعية.
من قبل هيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة لفئة أعطت وضحت برغم ظروفهم وما واجهوه من تحديات مادية واجتماعية، قاموا بما قاموا به ولم ينتظروا جزاءً ولا شكوراً ومع هذا يدركون مع هذه البادرة الإنسانية أن الله شكور عليم.
وتقوم فكرة البرنامج على اختيار شخصيات مشهورة (40) من مختلف الأطياف وفي مجالات الأعمال والثقافة والفن وغيرها، ليقدموا هذه الهبة المالية التي تقدمها الهيئة إلى من يرون أنه يستحقها كون هذه الشخصيات ممتنة لهم نظير معروف قدموه لهم دون مصلحة وعن طيب نفس وشهامة، كما يقوم هذا الذي يتسلم هذه الهبة من تلك الشخصية بمنح ثلثها إلى شخص آخر له كذلك يد وفضل على متلقي الهبة ومستحق كذلك لها.
وكما قلت فإن أي مجتمع بشري ومهما وصل إلى الرقي والرخاء، فلن يعدم الحاجة إلى القدوات وبث الأمثلة المحفزة ونشر القيم الأخلاقية بطرق عملية، لا بالخطب والمواعظ فقط، على أهمية ودور الوعظ بلا شك، إنما القصد أن تجسيد تلك القيم ونشرها وبالذات بواسطة شخصيات لها تأثيرها جماهيرياً وبخاصة على الشباب من الجنسين، كفيل بترسيخ ونشر قيمنا الاجتماعية المستقاة من مشكاة الحضارة الإسلامية.
وهنا أقول بأن لاعبي كرة القدم قد يعدون لدى فئة عريضة من الشباب أكثر تأثيراً عليهم من غيرهم، وهنا أقول وبكل أسف بأنه لا الأندية تولي هذه المسألة أهميتها الخطيرة ولا اللاعبون.
كذلك، وهم الذين يتقاضون أعلى المداخيل بما يمكنهم من المساهمة في بث قيم العطاء ومساعدة من يستحق المساعدة، ولا أعمم حديثي على جميع اللاعبين فالتعميم لغة الجهل، فهناك من يقدم ويبذل ولهم من الله الشكر وإن قلوا، ولكن أقول غالبيتهم حقيقة ينقصهم الحس الاجتماعي وحتى الثقافي ليكون لهم دور مؤثر يتجاوز المستطيل الأخضر.. إلى اللقاء.