د.عبدالعزيز الجار الله
منطقة حائل واقعة شمال المملكة، ومنطقة جازان تقع أقصى جنوب غربي المملكة، ولكن رغم البعد الكبير بينهما فإنهما يلتقيان في ظروف الطقس والمناخ العام، أي عدم تطرف الطقس في المناطق الجبلية بمعنى لا حرارة عالية، ولا برودة منخفضة، وهذا يناسب زراعة أنواع من الأشجار غالية الثمن ذات الجدوى الاقتصادية مثل: الصندل والعود والبن ولاحقاً الكاكاو، وباقي أنواع الفواكه الاستوائية. تتميز جازان أنها تشبه المناخات الاستوائية - مازال الوقت مبكرا تصنيفها بالمناطق الاستوائية - مما يجعلها قادرة على إنتاج الفواكه الاستوائية، وهذا ربما يمتد على مرتفعات الحجاز وجبال مدين عند تبوك.
ففي هذا الجانب استقبل سمو الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل في 3 سبتمبر 2024، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان المهندس ظافر الفهاد، والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير منطقة حائل عمر العبد الجبار.
للاطلاع على دراسة وتطوير الأصناف المتنوعة من الأشجار ذات الأهمية الاقتصادية العالية في جازان مثل: البن والصندل والعود.
واكتشاف سلالات جديدة ذات مردود اقتصادي عال، والمساهمة الفاعلة في مبادرة السعودية الخضراء.
نظرا لتشابه البيئتين الجبليتين الزراعتين بين جازان، وحائل، حيث قام سمو منطقة حائل بزراعة أول شتلة من أشجار الصندل ضمن المرحلة الثالثة للمشروع التي تم تدشينها من قبل رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان بتاريخ 21-11-1445هـ.
وبحث آفاق المشروع والرؤى المستقبلية.
لتعزيز التنوع الزراعي بالمنطقتين والاستفادة من المناخ والموارد الطبيعية المتاحة لزراعة أشجار الصندل والعود والبن المعروفة بقيمتها الاقتصادية والعطرية، خاصة وأن الصندل يستفاد منه في تركيبة المضادات الحيوية ومجالات الأدوية، وفي الزيوت العطرية الفواحة، في دول: الصين والهند وماليزيا والفلبين وإندونيسيا.
والتعاون البحثي المشترك بين منطقة جازان هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية، ووزارة البيئة، وجامعة جازان، وجامعة الملك عبدالعزيز، ودولة الهند، ودولة ماليزيا بالتحديد.
وكانت بداية زراعة شجرة الصندل بدأت في جازان عام 2019 وحققت التجربة نجاحاً في المرحلتين الأولى والثانية التي تم خلالها زراعة ما بين 2200 شجرة المرحلة الأولى ثم في المرحلة الثانية والثالثة إلى 3000 شجرة صندل في عدد من المزارع بمنطقة جازان مركز الرئيسي مرتفعات فيفاء، ثم في أحد المسارحة وفي جزر فرسان، وصبيا، وفي العديد من النواحي الجبلية في جبال السروات وجبال تهامة.
ستبقى منطقة حائل الكنز البيئي الذي لم يستثمر بعد، خاصة أنها تجمع ما بين تكوينين هما رمال النفود الكبير والدهناء، وبين تكوين الجبال سلسلة جبال أجا وسلمى، ووقعها شرقي جبال الحجاز وجبال مدين، أيضا شرقي هضاب حسمى، ولها نفس أجواء المرتفعات الغربية.