عبده الأسمري
ما بين توليد الطاقة وبناء السمعة وتشييد الاقتصاد كتب جملته الاسمية من مبتدأ «الجودة» وخبر «الكفاءة»، منتهلاً من معين «الإرث الوطني» وناهلاً من معن «الأثر التنموي».
مزج ما بين «كيميائية» حب العمل وعشق التعلم حتى حصد «استثنائية» انفراد «المنتج» وامتياز «المشروع» في سيرة تجللت بكفاح مبكر وتكللت بنجاح مبهر.
نظر باتساع نحو «الأمنيات» معتمداً على «مصابرة» الانطلاق ومستنداً على «مثابرة» الوفاق ما بين الطموح العميق والتفوق الوثيق المتجه إلى «أفق» الإثبات القائم على التخطيط والمتعامد على «التنفيذ».
إنه رئيس مجلس إدارة شركة أكواباور رجل الأعمال الأستاذ محمد عبد الله أبونيان أحد أبرز رجال الاقتصاد ورؤساء الشركات في الوطن.
بوجه نجدي أصيل الملامح نبيل المطامح، وتقاسيم مألوفة تتشابه مع والديه وتتكامل مع أسرته العريقة، وعينان تلمعان بنظرات التروي والإنصات وتسطعان بومضات التفكر والتدبر، وشخصية مزيجة ما بين الحزم واللين، باهية السمات زاهية الصفات تسمو وسطها مكارم الأخلاق وفضائل السلوك، وكاريزما مسجوعة بأدب الحوار ولطف الجانب وجمال الأسلوب، وأناقة وطنية فاخرة تتكامل على محيا مشفوع بالتواد والتواصل، ولغة فصيحة حصيفة قوامها مخزون من الخبرات ومقامها مكنون من المنجزات تتوارد منها عبارات اقتصادية موثقة بلغة الأرقام، وتتجلى فيها اعتبارات استثمارية وثيقة بمردود النتائج.
قضى أبونيان من عمره عقوداً وهو يجني حصاد العمل المبكر ويضع موازين الاستثمار الناجح ويؤسس أصول الطموح الشخصي ويؤصل فصول التميز المؤسساتي، ويضيف إلى أرصدة الشركات «قوائم» الإنجاز ويهدي الوطن عبير الاستشارات، ويمنح للأجيال منهجية الانفراد كقيادي وخبير ومستشار ورئيس تنفيذي ومستثمر مبدع.
في الرياض عاصمة العز وموطن الاعتزاز ولد أبونيان عام 1962 ونشأ في ظلال أسرة «مباركة» مشهورة بالفضائل وشهيرة بالمكارم، وتربى في كنف والده التاجر «الوجيه» الشيخ عبدالله أبونيان الذي ملأ قلبه بعبير «التربية» من عمق «الواجب» ورقي «التوجيه» من أصل «الوجوب»، وأم عطوفة أسبغت عليه بحنان قويم ودعاء مستديم فكبر في «أحضان» الاهتمام وتربى في «متون» الإلهام، وفق نصائح «غمرت» وجدانه بجميل السمات وأصيل الصفات.
صال وجال بين رمال العارض «الذهبية» وحقولها «الندية»، مشفوعاً بطفولة «باهية» تشرب إهداءاتها بحرص باكر جعله مرافقاً لوالده منصتاً إلى حكمته التي مهدت له «دروب» التجارة ووفرت له «مضامين» المهارة.
تشربت نفسه مساءات الصفاء في ليالي «نجد» وتشربت روحه امضاءات النماء في نهارات «الجد»، وظل يقتنص من وجوه «العابرين» على عتبات «الكدح» معاني «العصامية»، ومضى يرصد من «مواطن» البسطاء مناهج «التواضع» ومنهجيات «التوكل»، فظل «ثاوياً» في أهل «التجارب» ليملأ ذاكرته الغضة بحكايات «الأولين» المحفوظة في صدور «الأقربين» التي شكلت له «خرائط» الخطوات الأولى التي انطلق منها على «درب» البروز.
ظل يرصد من «تراتيب» الزمن إشعاع «الاختبار» الأول الذي جعله يولي بوصلة «أمنياته «الباكرة نحو العمل، حيث انتظم في تعليمه العام وظل يرصد من أعمال والده «أصداء» التجارة و»أبعاد» المتاجرة» في استثمارات ارتبطت بمتطلبات العيش ومطالب الرزق.
وفي عام 1979 حصل على الشهادة الثانوية واتجه لأول مهمة في عمله، حيث بدأ أولى خطواته بالعمل في مستودع معدات زراعية تابع لوالده، ثم انتقل لفرع مجموعة شركات عبد الله أبونيان كموظف عادي وليس مديراً واستمر في عمله ومهامه، وتنقل في أكثر من قسم حتى امتلك خبرات متعددة وتدرج وظيفياً حتى تم تعيينه في عام 1993م مديراً عاماً للشركة العريقة التي كانت قد بدأت أعمالها عام 1950.
انطلق أبونيان راشداً في خطط مثلى في مجالات توائم ما بين التنمية والاقتصاد والاستثمار، وتمكن خلال 10 سنوات من توليه الإدارة تحويل شركاته لأنه تكون رائدة في توليد الكهرباء وتحلية المياه باستثمارات تفوق الـ 20 مليار دولار، وقد اتجه إلى اتجاهات من العالم حيث توزعت استثمارات الشركة واعمالها في دول الإمارات والأردن والمغرب ومصر وسلطنة عمان وتركيا، وبلغاريا والتشيك وجنوب أفريقيا والصين وموزمبيق وغيرها بطاقة إنتاجية تتجاوز 15 ألف ميجاواط من الكهرباء و2.4 مليون متر مكعب من المياه المحلاة في اليوم.
وتوالت النجاحات التي كان خلفها «الاقتصادي النابه»، ففي عام 2004 نشأت شراكة بين مجموعة من شركات القطاع الخاص يقودها أبونيان لإنشاء شركة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه والمحلاة تحت اسم «شركة أعمال المياه والطاقة العربية» برأسمال بلغ 2.9 مليار ريال.
وتوسعت أعمال الشركات وفي عام 2008 انضم شركاء جدد من القطاع الخاص وتأسست «شركة أعمال المياه والطاقة الدولية» أكواباور. وفي عام 2010 بدأت أكواباور أولى خطواتها بتوسيع نطاق أعمالها خارج السعودية.
وفي عام 2013 انضمت كيانات ومؤسسات القطاع الحكومية كمساهمين في الشركة، حيث انضم كل من صندوق مؤسسة التقاعد السعودية و»شركة سنابل للاستثمارات المباشرة» التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، بنسبة 17,2 % من الشركة، وفي عام 2014 انضمت لها مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي.
إضافة إلى امتلاك شركة أكواباور من خلال شركة بوارج الدولية أكبر محطتين عائمتين لتحلية المياه وذلك بطاقة إنتاجية تصل إلى 25 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً.
ومن المشاريع العامة التي قامت بها شركة أكواباور إنشاء مشروع «نور 1» باستثمار يزيد على 800 مليون دولار، واسهاماتها الكبرى في ضخ «الطاقة النظيفة «.
في عام 2012 تم توقيع اتفاقية شراء الطاقة لمشروع محطة «ورزازات» للطاقة الشمسية المركزة المستقلة الذي تبلغ قيمته مليار دولار لإنتاج 160 ميغاوات من الكهرباء، ويشكل مجمع ورزازات بأشطره الثلاثة أكثر من 25 % من المخطط المغربي للطاقة الشمسية الذي يهدف إلى توفير بناء محطات لاستخراج الكهرباء من الطاقة الشمسية في مناطق مختلفة من البلاد وباستعمال تقنيات متنوعة بقدرة إجمالية تصل إلى 2 جيجاوات.
برع أبونيان في حصد «الإنجازات» وتمكن من نيل العديد من المناصب المختلفة، حيث يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة في شركة أكواباور والرئيس التنفيذي في مجموعة شركات عبدالله أبونيان القابضة، وهو عضو في الهيئة الاستشارية في المجلس الاقتصادي الأعلى في السعودية، وعضو في مجلس إدارة عدد من الشركات المدرجة في السوق السعودية.
يأتي واقع «الحقائق» ووقع «النتائج» في مقام «بارز» من الوضوح يبرهن على «كفاءة» أبونيان وتمكنه من «فك» رموز «الصعوبة» في مشاريع توليد الطاقة، وبراعته في «نقل» الخبرة الوطنية إلى قارات العالم متكئاً على «رصيد» مديد من الخبرة التي حصدها من «محطات» عملية مختلفة كان فيها «شاهدا» على العصر و»صامدا» أمام التحدي» إضافة إلى مهارته وجدارته في ساحات «التنافس» الذي يراه «مجالاً» مفتوحاً للجميع وميداناً يخلق «الانتصار» الذي كان حليفه.
محمد أبو نيان.. خبير الطاقة ورجل الاقتصاد وأنموذج الاستثمار صاحب السيرة الساطعة بالانفراد والمسيرة المضيئة بالاعتزاز.