د.شريف بن محمد الأتربي
انقضى الأسبوع الأول من العام الدراسي 2024 - 2025، وانتهينا من بروتوكولات الترحيب والعودة لمقاعد الدراسة، لتبدأ الدراسة الفعلية، وتبذل الجهود الحقيقية، لتحقيق الغايات، وبلوغ الآمال، للطالب والمعلم، وللمجتمع ككل.
شحذ المعلمون همتهم، وكتبوا خططهم، وحضروا وسائلهم؛ بعد الاطلاع على مقرراتهم ومناهجهم، ليبدأوا في غرس البذور المعرفية، وتثبيت السلوكيات المجتمعية، وإكساب المهارات الحياتية، ضمن خطة زمنية موحدة، وضعتها وزارة التعليم، تشمل بداية الفصل وعطلاته، ونهايته واختباراته، ليقوم المعلمون بتوزيع الدروس على الأسابيع، بحيث تشمل كل الكتاب الدراسي، وما جاء به من موضوعات ومعارف، تعد الطالب للمستقبل، وتوائمه لما هو قادم.
يعمد بعض المعلمين إلى تكثيف الشروحات التعليمية في بداية الفصول الدراسية بهدف الانتهاء مبكرا وعدم تحمل عبء عدم الإكمال، لذا تراهم يسارعون في الشرح، ويكثرون من الطرح، ويقللون من الأنشطة والمشاريع، والتقييمات السابقة واللاحقة، حتى إذا جاء وقت الاختبار وزعوا ورقة أو ورقتين ليحفظ الطلبة الأسئلة ويجيبوا عليها كالعقول المغيبة، وتكون حصيلة التعليم والتدريس، كحصيلة الحصاد في يوم التناد، كل يقوم بعمله، ومن لم يعمل مصيره محتوم، في آخر الكشف اسمه موسوم براسب أو ضعيف وهذا الوضع المخيف، يجعل المعلم حذرا في الفصل الذي يليه، فيسكب الدرجات سكبا على الطالب لعله يرتقي من سلم المتأخرين إلى سلم الحضور وربما السابقين.
إن توزيع المحتوى الدراسي على الأسابيع الدراسية أمر بالغ الأهمية، فهو يضمن تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة، ويؤكد الحقيقة الموجودة: إن التعليم بالممارسة وليس بالمشاهدة. يساعد هذا التوزيع المعلمين والطلاب على إدارة أوقاتهم بفاعلية، وتنظيم المحتوى بشكل منطقي، والتركيز على الجوانب الأساسية في كل درس.
عند تخطيط توزيع الدروس على الأسابيع، هناك عدة معايير يجب مراعاتها؛ فيجب مراعاة الأهداف التعليمية، وطبيعة المحتوى المعرفي، وضرورة أن يكون توزيع الدروس متسلسلاً ومترابطًا، بحيث ينبني كل درس على سابقه ويمهد للاحقه، لتحقيق التكامل المعرفي، في مدة زمنية معلومة، تخصص وقتاً كافياً لكل درس، بما يتناسب مع من يدرس، ويتسق مع حجم المحتوى والأنشطة المطلوبة، مع ترك مساحة لمراجعة وتعزيز التعلم.
إن الأنشطة والتطبيقات ينبغي أن يخصص لها وقت كافٍ فهي تعزز استيعاب الطلاب للمفاهيم والمهارات، وتشاركهم تطبيقها حياتيا وتأكيد حصولها لكل طالب ذاتيا.
ولا يجب أن ينسى التقويم، فإدراج فترات تقويمية منتظمة، مثل الاختبارات والتكليفات، لقياس مدى تحقق الأهداف التعليمية، يساعد المعلمين، وأولياء الأمور والإداريين على تجانب تفاقم المشكلة، والإتيان بالحلول الناجعة.
إن التخطيط الجيد لتوزيع الدروس على الأسابيع يساعد على تنظيم العملية التعليمية وتحقيق الأهداف بكفاءة. كما يعزز من دافعية الطلاب ويساعدهم على متابعة المحتوى بشكل منتظم. لذا، ينبغي على المعلمين الاهتمام بهذا الجانب عند إعداد خططهم التدريسية، ولا يجب أن ينهبوا الطريق التعليمي نهبا ويتذكروا أن هناك ساهرا تعليميا، سيرسل لهم رسالة أنكم قد تجاوزتم السرعة المقررة في تقديم الحكمة والمعرفة، وعليه غرامتكم ثقيلة ستتحملها الأجيال الجديدة والمجتمع والكل كليلة.