إيمان حمود الشمري
كجزء من رؤية المملكة 2030، تم تأسيس الأوركسترا السعودية عام 2021، وحظيت بدعم كبير من الحكومة كأحد التحولات الثقافية والفنية غير المسبوقة التي تعكس الهوية السعودية، وأحد أسس التنمية والنهضة الثقافية.
مجموعة من العازفين الموهوبين السعوديين وفريق من الكورال الذين تلقوا تدريبات موسيقية عالية المستوى، يحملون أدواتهم وصوتهم وشغفهم وهوية بلدهم وينقلونها للعالم في رحلة ابتدأت بذرتها من الرياض، وكان لي شرف الحضور لأول انطلاقة لهم عام 2022 خلال حفل السفارة الفرنسية بمناسبة: (الاحتفال السنوي للسلام والوحدة لأعضاء الاتحاد الأوربي) بحي السفارات بالرياض، حيث شاركت فيه الأوركسترا السعودية، باستخدام آلات موسيقية شرقية تقليدية، مثل العود والقانون، مع الآلات الكلاسيكية الغربية مثل الكمان والتشيللو، هذا المزج والتناغم الفريد الذي جذب الانتباه وعكس تراث المملكة الغني وتاريخها العريق، كان بداية الانطلاقة للعالمية، حيث طافت العالم تلك المبادرة التي تحمل اسم: (روائع الأوركسترا السعودية) بجولة ابتدأت من باريس كأول محطة لها، ثم إلى المكسيك، ثم نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. والآن ننتظر بشغف محطتها الرابعة بتاريخ 28 سبتمبر على مسرح سنتر هول، وستمنستر في لندن.
يأتي حفل (روائع الأوركسترا السعودية) في العاصمة البريطانية لندن امتداداً للجولات العالمية للأوركسترا والكورال الوطني السعودي التي تنظّمها هيئة الموسيقى في كل عام، كمبادرة من هيئة الموسيقى وهيئة المسرح والفنون الأدائية، تحت رعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، كما سيشهد الحفل مشاركةً خاصة للأوركسترا الفيلهارمونية الملكية، لتقديم مجموعة من المقطوعات الموسيقية التي اشتهرت بها الموسيقى البريطانية، وستكون (لروائع الأوركسترا السعودية) محطات قادمة في مدن مختلفة.
علي أحر من الجمر ننتظر بشغف هذا الحوار الثقافي العالمي الذي يسلط الضوء على الثقافة السعودية وينقلها في رحلة مكوكية بجولات، ليست مجرد فرصة لعرض المواهب السعودية، وإنما أيضاً جسراً للتواصل الثقافي بين المملكة والعالم، على اعتبار أن الموسيقى لهما قدرة فريدة بتوصيل رسائل السلام والتفاهم بين الشعوب، إذ يُعد دور الأوركسترا تحديداً رافداً مهماً لتعزيز الدبلوماسية الثقافية، وينقل صورة المملكة المتجددة، مملكة اليوم من الصورة النمطية إلى تقديم وجه جديد للسعودية.