عصام بن عبدالله الفريح
أكد القرآن الكريم على حق ذوي الإعاقة في التعلم، فعندما نزلت الآية الكريمة {عَبَسَ وَتَوَلَّى، أَن جَاءهُ الْأَعْمَى}(1-2) سورة عبس في ابن أم مكتوم الأعمى فوفقًا لما ورد عن ابن كثير، فسورة (عبس) توصي بالمساواة بين الناس في العلم والتعلم سواء بسواء من الأشراف أو الضعفاء، وهذا يؤكد حق ذوي الإعاقة في تهيئة الظروف والأسباب لهم لينالوا حقهم في التعليم.
وفي عهد الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لهذا المنهج النبوي السمح، فأصدر قرارًا إلى الولايات: «أن ارفعوا إلىَّ كُلَّ أعمى في الديوان أو مُقعَد أو مَن به فالج أو مَن به زمانة تحول بينه وبين القيام إلى الصلاة» فرفعوا إليه، وأمر لكل كفيف بموظف يقوده ويرعاه، وأمر لكل اثنين من الزمنى - من ذوي الإعاقة - بخادمٍ يخدمهما ويرعاهما.
والخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك فهو صاحب فكرة إنشاء معاهد أو مراكز رعاية لذوي الإعاقة، فأنشأ عام 88هـ مؤسسة متخصصة في رعايتهم، وظّف فيها الأطباء والخدام، وأجرى لهم الرواتب، ومنح راتبًا دوريًّا لذوي الاحتياجات الخاصة، وقال لهم: «لا تسألوا الناس»، وبذلك أغناهم عن سؤال الناس، وعيّن موظفًا لخدمة كل مقعد أو كسيح أو ضرير.
وبدأ تاريخ التربية الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى بعد الحرب العالمية الثانية، حيث إن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة زاد بشكل كبير مما يستلزم توفير خدمات متنوعة.
شخصيات بارزة عالمية:
(دوروثيا ديكس) الناشطة الأمريكية التي كانت أول من دافعت عن حقوق ذوي الإعاقة العقلية والنفسية، وأسست أول سلسلة من دور الرعاية لهم.
(ألفريد بينيه) عالم النفس الفرنسي الذي وضع أول اختبار فردي للذكاء.
(بيدرو بونسي) الإسباني الذي يعد أول معلم للصم في التاريخ.
(شارلز ميشل) الفرنسي الذي أسس أول مدرسة لتعليم ذوي الإعاقة.
(لويس بريل) الفرنسي الذي اخترع نظام بريل للقراءة والكتابة للمكفوفين.
(ماريا منتسوري) الطبيبة والمربية الإيطالية التي طورت المنحنى التعليمي الذي ما زال يعرف في العالم كله باسمها.
(فالنتين هوي) الفرنسي الذي أسس أول مدرسة للمكفوفين في العالم.
(ثوماس هوبكنز) الأمريكي الذي أسس أول مدرسة للصم في أمريكا، وقائمة الأسماء تطول في هذا السياق.
فقد بدأ التعليم الخاص في المملكة بجهود فردية لاحت منذ عام 1952م، وتركزت حول الإعاقة البصرية، واستمرت الجهود الفردية في هذا المجال إلى أن أنشئت أول مؤسسة حكومية للمكفوفين بالرياض عام 1960م تلاها عام 1962م صدور قرار بإنشاء أول إدارة تختص ببرامج التعليم الخاص الخاصة بالمكفوفين والصم والمعاقين عقليًّا، وتحولت عام 1972م إلى ثلاث إدارات منفصلة.
1382هـ/ 1962م تأسيس إدارة التعليم الخاص، تخدم (الصم، الكفيفين، الإعاقة الفكرية) ارتفعت إلى 11 فئة عام 1437هـ/ 2006م
1384هـ/ 1964م إنشاء 3 معاهد للنور بالإضافة إلى معهدين للأمل.
1389هـ/ 1969م أول مدرسة للكفيفين.
1392هـ/ 1972م افتتاح أول معهدين للتربية الفكرية.
1404هـ/ 1984م تم استحداث قسم التربية الخاصة في جامعة الملك سعود.
1411هـ/ 1990م بدأت الوزارة في تطبيق الدمج الجزئي في بعض المدارس على نطاق ضيق.
1417هـ/ 1996م وضعت الوزارة إستراتجية تربوية، ينص المحور الأول منها على (تفعيل مدارس التعليم العام في تعليم ذوي الاعاقة).
1421هـ/ 2001 م إقرار نظام رعاية المعاقين.
1422هـ/ 2002م إصدار القواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة.
1429هـ/ 2008م وقعت المملكة على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
1432هـ/2011م تم استحداث برنامج التعليم العالي للطلاب والطالبات الصم وضعاف السمع بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
1437هـ/ 2014م إصدار الدليل التنظيمي والدليل الإجرائي لبرامج التربية الخاصة.
1439هـ/ 2018م إقرار تنظيم هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة.
ومن ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 منح الأشخاص ذوي الإعاقة حقوقهم كاملة وتمكينهم ليكونوا جزءا فعالا وسط مجتمع حيوي تكاملي، وعلى ضوء ذلك تأسست هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (266) وتاريخ 27-5-1439هـ ويحدد التنظيم مهام الهيئة واختصاصاتها، وهي المظلة الرسمية الجامعة لكل ما يُعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة العربية السعودية.
خاتمة:
التاريخ شعاع من الماضي لينير حاضرنا.. ونبني عليه مستقبلنا..