ناصر زيدان التميمي
في عصرنا الحالي شهد الطب تطورًا هائلًا من حيث التكنولوجيا والمعرفة الطبية، مما أدى إلى تحسين الرعاية الصحية وإنقاذ العديد من الأرواح.
ومع ذلك، ما زالت الأخطاء الطبية تحدث بشكل متكرر، مما يثير تساؤلات حول السبب وراء استمرارها على الرغم من هذا التقدم الكبير.
مع تقدم الطب، أصبحت الأنظمة الصحية أكثر تعقيدًا. يشمل ذلك استخدام التكنولوجيا الحديثة والأدوية المتطورة، بالإضافة إلى التنوع الكبير في التخصصات الطبية.
هذا التعقيد زاد من احتمال حدوث الأخطاء، حيث قد تتداخل العمليات أو تتعطل في نقاط مختلفة.
على الرغم من أن التكنولوجيا قد حسّنت من دقة التشخيص والعلاج، إلا أن الاعتماد الكامل عليها قد يؤدي إلى وقوع أخطاء. مثلاً، قد يحدث خطأ برمجي في جهاز ما، أو قد يتم تفسير النتائج بشكل خاطئ من قبل العاملين الصحيين. البشر ما زالوا مسؤولين عن تشغيل هذه الأجهزة، وبالتالي فإن الأخطاء البشرية يمكن أن تتفاقم عند استخدام التكنولوجيا.
في العديد من المؤسسات الصحية على مستوى العالم يعمل الأطباء والممرضون تحت ضغط كبير بسبب نقص الكوادر وزيادة أعداد المرضى. هذا الضغط يؤدي إلى زيادة الإرهاق، وبالتالي إلى ارتفاع معدل الأخطاء. الإرهاق يقلل من قدرة الفرد على التركيز واتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب.
كذلك التواصل بين الفريق الطبي وأحيانًا بين الطبيب والمريض يلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من الأخطاء.
سوء الفهم أو نقص المعلومات يمكن أن يؤدي إلى تقديم علاج خاطئ أو إغفال بعض الإجراءات الضرورية.
على الرغم من التقدم الكبير في التعليم الطبي، إلا أن التدريب العملي على تجنب الأخطاء قد لا يكون كافيًا.
التركيز يجب أن يكون ليس فقط على تعلم المهارات الطبية، بل أيضًا على تطوير مهارات الاتصال واتخاذ القرار في المواقف الحرجة.
خلاصة الأمر، الأخطاء الطبية تعتبر جزءًا من النظام الصحي.
على الرغم من التقدم التكنولوجي والمعرفي، يبقى التحدي في تقليل هذه الأخطاء هو متابعة المتطورات، تعزيز التواصل، والتقليل من الضغط على الكوادر الطبية.
من خلال الاعتراف بالأسباب الحقيقية وراء الأخطاء والسعي المستمر لتحسين النظام، يمكن تحقيق خطوات فعالة نحو تقليل هذه الأخطاء وضمان رعاية صحية أفضل للجميع.