دهام بن عواد الدهام
أتيحت لي فرصة زيارة معرض كأس العالم لكرة القدم 2034، بجهود الزميل في وزارة الرياضة الأستاذ عبد الرحمن بن حسين الهشلان والأستاذ عبدالله الحبيشي من الشباب القائمين على المعرض، لهم كل الشكر والتقدير وكافة زملائهم على هذه الجهود الكبيرة وحسن الاستقبال لكافة زوار المعرض.. لا أخفيكم بداية فرحتي شخصية بهذه الزيارة للاطلاع على هذه الجهود الجبارة إضافة إلى اصطحاب حفيدي فهد البالغ ثمانية أشهر بإيمان أن هؤلاء الجيل القادم الذي سيحمل مشاعل الدولة في الرقي والازدهار تحت وفي ظل قيادتنا الرشيدة.
ترشح المملكة لاستضافة هذا الحدث العالمي الكبير لم يكن من فراغ بل كان نتيجة طموح قيادتنا ترجم دورها الريادي على المستوى العالمي باستضافة مثل هذا الحدث الكبير الذي يتطلع إليه الشعوب بشغف كل أربعة أعوام، ثقتنا وقدرتنا ونجاح تجاربنا أساس هذا الطموح.
تحدث مقام خادم الحرمين الشريفين، بمناسبة تسليم المملكة ملف كأس العالم 2034، قال حفظه الله (إن المملكة تؤمن بأهمية الرياضة، وتأثيرها الإيجابي على كل إنسان، ودورها الفاعل في توثيق الروابط بين الشعوب، وتعزيز التواصِل بين الثقافات المختلفة ومد الجسور بين المجتمعات في مختلف أنحاء العالمُ. وأضاف.. نجحت المملكة بتكريس مكانتها كإحدى أبرز الوجهات الرياضية العالمية، بعزيمة أبنائها وهمتهمُ ونحن على ثقة أن ما ستهيئه المملكة من قدرات وإمكانات إلى جانب جهود وتعاون المجتمع الدولي، سيسهمُ في تحقيق أهدافنا المشتركة وصناعِة مستقبل مشرق ومبهٍر لرياضة كرة القدم، وصناعة إرث إيجابي يمتد إلى ما بعد عام 2034م).
كما تحدث قائد الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد - سلمه الله- وقال :(ملف ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 والذي يعكس جانبا من التحّول النوعي، والنهضة الشاملة التي تشهدها المملكُة في جميع الأصعدة والمستويات وفقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030م).
وأضاف سموه: (يرفع ملف الترشح تحت شعار «معا ننمو» مع ما تعيشه المملكة من نمو وتطور في عالم كرة القدم، ونتطلع بكل عزم وإصرار أن نلهمُ العالمُ لفتح آفاق جديدة لكرة القدم العالمية، إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير، ونتطلع لاستضافة نسخة استثنائية وغير مسبوقة من بطولة كأس العالم لكرة القدم).
هذه المشاريع استجابة لطموحات عظيمة في تحقيق مسارات الرؤية على كافة الصعد والمجالات .
أعود للمعرض والذي تجسد الجهود فيه أرض واقع «نخطط نحلم ونحقق»، كيف لا وبالرياضة تكون قواسم مشتركة في علاقات الدول والشعوب خاصة في كرة القدم التي يتابعها أكثر من 80 % من الشعب السعودي والذي منه أكثر من 30 % دون سن الثلاثين وهم أجيال المستقبل الذين سيكونون سواعد في دولة عظيمة. التخطيط لهذه البطولة فارق لأي تنظيم سابق وربما لاحق، وهذا هو سر إقدام المملكة على هذه الاستضافة شكلا ومضموناً، نحن نبني ونصنع ما يفوق تصور أي مخطط لمثل هذه البطولات والدورات، من شاهد المعرض وزاره سيثني ويشهد بهذا القول، نستعد لاحتضان هذا الحدث بما له من قيمة تاريخية واستثمارية ضخمة تهيئة أجواء الملاعب ومواقع الإيواء وساحات المشجعين وسائل النقل المترابطة بين هذه المنشآت ومدن استضافة البطولة من خطوط حديدية أو جوية أو برية وعن التحف المعمارية التي رسمت لها تلك الملاعب من روح وارت هذه الدولة العظيمة بأشكال فنية فريدة تعكس قيمة وتاريخ بلادي بقيادة عراب الرؤية وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، ملاعب تحفة معمارية وفنية لا يضاهيها ملاعب في أرجاء العالم هي ليست فقط استادات لعب كرة القدم، إنها أكثر من ذلك بتنوعها وتمازجها بالطبيعة سواء كانت الطبيعة صحراوية أو بحرية أو جبلية كل هذا التخطيط لم يغفل البيئة التي ستحتضن المشجعين خارج تلك الاستادات في الساحات ومراكز التشجيع وتوفير دور الإيواء وبالمواصفات التي تتناسب مع الفرق المشتركة والجماهير المشجعة القادمة من أنحاء العالم لم يغفل هذا التنظيم دور المنظمة الأم لكرة القدم وأجهزتها المختلفة بالتنسيق معها للتحضير والخطط لإيجاد البيئة المناسبة للعمل مع منظمي المملكة لهذه البطولة وتوفير كل وسائل النجاح لها. خمس مدن (الرياض - جدة - الخبر - نيوم وأبها) ستحتضن البطولة بالاستادات الجديدة والمتجددة يكفي للإيمان بالقدرة التي تطمح لها بلادنا العزيزة بمثل هذا الحدث.
كل هذه المشاريع استعدادا لاستضافة هذه البطولة التي سيشارك بها ولأول مرة 48 منتخبا، ووفقا لطموحاتنا التي يترجمها قادتنا واقعا سيعيشه العالم تحت الشعار النبيل (معا ننمو) بما يحمله من طموحات وتنمية بشرية وجعل الرياضة وكرة القدم بالذات جسور تواصل بين الشعوب.