فهد المطيويع
مع أن البداية ليست مقياسا للنجاح أو الفشل، ولكن ما قدمه منتخبنا في أول مباراة يجعلنا قلقين في ما تبقى من مباريات، فقد كان الأخضر فاقداً للهوية في تلك المباراة، ولاعبوه فاقدين للشغف أمام المنتخب الإندونيسي، فريق يركض ولا تعرف ماذا يريد حتى مدربه لا يعرف كيف يدعم لاعبيه، ولا يدافع عنهم ولن أفشي سراً لو قلت: إنه أسرع من يتخلى عنهم في المواقف الصعبة، ومع ذلك أقول من (من جد وجد ومن زرع حصد)، وهذه نتيجة طبيعية لتجاهل هذا الواقع، واتحادنا الموقر لم يعمل الكثير لمعالجة هذا الفقر الفني، وتعويض النقص الكبير في النجوم ودعم حضور اللاعب السعودي وبروزه في جميع المراكز رغم أننا نعيش هذه المعاناة منذ سنوات، بالإضافة إلى أن منتخبنا لا يملك هجوما كاسحا ولا رأس حربة مقنعا قادرا على ترجمة جهود زملائه في الملعب، إلا أن ذلك لم يحرك ساكن اتحاد كورة القدم، فيكفي أن نعلم أن آخر نجوم هذا المركز في المنتخب كان ياسر القحطاني، ومن بعده أصبحنا نردد (قول لزمان ارجع يازمان) وهذه نتيجة طبيعية لكل ما هو قائم حول المنتخب.
للأسف الدوري لا يخدم المنتخب والخطط أيضاً لا تقدم ما يساعده على تجاوز أزمة غياب النجوم، والوضع ما شي بالبركة حتى الإعلام نائم في عسل الأندية ولم يزعجهم هذا الخلل!!، شخصياً أحمل الاتحاد السعودي مسؤولية هذا الفشل، وهذا الإحباط من خلال قراراته الغريبة والتي ساهمت في قتل اللاعب السعودي وقتل نجوميته، وفي ما نحن فيه من وضع بائس معنوياً وفنياً، ماذا يمكن أن نتوقعه من قرار تقليص عدد اللاعبين المحليين، وأيضاً ماذا يمكن أن يعطينا قرار رفع عدد اللاعبين الأجانب، وكيف يمكن للاعب السعودي أن يبرز، وهو محاط بمثل هذه القرارات التي قلصت فرص بروزه في الدوري أوحتى المنافسة في ظل هذا الكم من اللاعبين الأجانب! وللعلم كان آخر نهائي آسيوي للمنتخب السعودي عام 2007م أمام منتخب العراق، ومن بعدها نحن نعيش في غياهب النسيان كفريق مرعب يشار له بالبنان، و يخشاه المنافسون، نعم لدينا تاريخ حافل بالإنجازات وقائمة مشرفة يفتخر بها كل أحد يحب هذا الوطن، ولكن الحقيقة لا تحجب بغربال، طبعاً لن أتحدث عن مانشيني لسبب أنه مدرب يتعامل مع الوضع بطريقة (الجود من الموجود)، ولأنه باختصار مدرب منتخبات كاملة الدسم والعدة والعتاد، بمعنى أنه مدرب لم يأت ليصنع لاعبين ولا ليصقلهم ويظهر أحسن ما عندهم بالإضافة إلى أنه لا يجيد التحفيز المعنوي، ومثل هذا المدرب مهما كانت إمكاناته لا ينفع لمنتخب ينقصه الكثير ليتمكن من تطبيق فكر مانشيني و هضم أسلوبه، للعلم كنا نفتقد لكثير من الأشياء مع رينارد ولكن استطاع هذا المدرب العبور بالمنتخب لكأس العالم بنتائج مبهرة معتمدا على أسلوب الدعم المعنوي العالي وإخراج كل ما لدى اللاعبين من قوة وعطاء لتعويض الكثير من النقص، اختلف الوضع مع ما نشيني الذي تعامل مع منتخبنا بتعال، ولهذا لن أتفاجأ لو تعثر المنتخب مرة ثانية وثالثة أوحتى فشل في التأهل مع أنني أعول كثيراً على روح اللاعب السعودي التي دائماً ما تظهر في الأوقات الصعبة.
عموماً لا نملك الا أن ندعو لمنتخبنا بالتوفيق في هذه التصفيات، وفي مباراة اليوم أمام الصين والتي قد تكون انطلاقة الأخضر لتجاوز هذه التصفيات والتأهل لكأس العالم، كلنا معك يا الأخضر.