د. محمد بن أحمد غروي
تتبنى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات، بما في ذلك الرعاية الصحية والزراعة والتمويل، ومن المرجح أن تعتمد مكاسبه الصناعية على عاملين رئيسيين: أولاً، القدرة على أتمتة العمليات، وثانياً، حالات الاستخدام على مستوى القطاع لتحسين المنتجات.
ومع فوائد استخداماته الجمة، إلا أن هناك اعتبارات أخلاقية كبيرة. فمن الممكن أن تؤدي أنظمة الذكاء الاصطناعي غير المنظمة إلى تفاقم التفاوتات الاجتماعية، وانتهاك حقوق الخصوصية، بل وحتى إدامة التحيزات.
هناك سباق محموم في تطوير وتنمية الذكاء الاصطناعي، فجاكرتا أعلنت عن استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي لعام 2045 لنمو الذكاء الاصطناعي من خلال تعزيز التعاون بين الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية والمجتمع، كما دشنت أيضًا مركز ابتكار الذكاء الاصطناعي KORIKA بهدف تسريع ابتكار الذكاء الاصطناعي الإندونيسي وهو جهد تعاوني بقيادة تعاون مراكز أبحاث وابتكار صناعة الذكاء الاصطناعي. وبالتزامن مع فتح الباب للاستثمار الأجنبي، قامت شركة مايكروسوفت مؤخرًا باستثمار 1,7 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة لتطوير البنية التحتية الجديدة للسحابة والذكاء الاصطناعي في إندونيسيا، وهو ما يمثل أكبر استثمار لشركة مايكروسوفت في تاريخها الممتد ثلاثة عقود في إندونيسيا.
ويستهدف الاستثمار إنشاء أول منطقة لمركز بيانات مايكروسوفت في البلاد لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الحوسبة. وتدريب ما يقرب من مليون عامل إندونيسي، بالإضافة إلى دعم مجتمع المطورين المزدهر في البلاد.
تشير بيانات استشرافيه لوزارة الاستثمار الماليزية إلى أن الذكاء الاصطناعي يساهم بما يقرب من 14 % من الناتج الإجمالي المحلي حتى عام 2030، كما تعهدت شركة شركات تقنية باستثمار مليارات دولار أمريكي على مدى السنوات المقبلة لدعم التحول الرقمي في ماليزيا، ومن المتوقع أن يضاعف معدل الابتكار، ويحسن إنتاجية العمال بنسبة 60 % فيها، ودفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال جذب الاستثمارات الدولية.
اطلعت مؤخرًا على إصدار دليل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المكونة من 10 أعضاء، وهو نموذج لحوكمة حوكمة الذكاء الاصطناعي والأخلاقيات الذي طال انتظاره، لمواكبة التسارع التقني فيها، مُسلطُا الضوء على سبعة مبادئ، وهي : الشفافية والإنصاف والأمان والموثوقية، والتركيز على الإنسان والخصوصية والمساءلة؛ لتصميم وتطوير ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعي، ويستهدف التقليدية منها، أي التطبيقات مثل بحث Google أو الداعمين الصوتيين ك Siri أو Alexa التي يمكنها أداء مهام مخططة محددة، ورغم أنه لا يشتمل حاليًا على أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة التي يمكنها إنشاء محتوى، كنظام Gemini وChatGPT، فإنه يعد وثيقة حية.