منذ أن تسلم المدرب الإيطالي مانشيني زمام تدريب الأخضر السعودي والمنتخب لا يقدم ما يرضي عشاقه مستوى ونتائج.. الكثير يتساءل أين المستوى اللافت الذي أبهر العالم للمنتخب السعودي المونديال الاخير ضد بطل العالم مع المدرب حسن الذكر رينارد؟!!
لكن الحقيقة أن المنتخب مع مانشيني منتخب مكبل بقيود دفاعية لا يقدم الكثير هجوميا، منتخب بلا هوية واضحة، رأيناه أمام إندونيسيا على أرضنا وبين جماهيرنا عاجزاً عن مجاراة المنتخب الاندونيسي، سيء فنيا وسيء بدنيا وذهنيا وبلا تعبئة نفسية ولا روح إيجابية، عكس اداء الخصم الذي لا يقارن شكلا ومضمونا بمنتخبنا رغم الفارق الكبير بين الاثنين سمعة وتاريخا ونتائج!
طريقة مانشيني الدفاعية ذهبت بهيبة الأخضر ادراج الرياح، فأصبح حتى مَن هم أقل منه يتطاولون عليه، يسجلون يصولون ويجولون بأريحية تامة! مانشيني كبل الأخضر بمدافعين مع رعونة لاعبين المقدمة والوسط وايضا التشكيل المختار وقناعات المدرب وعدم الاستقرار في كل مباراة، فضلا عن الكيمياء الايجابية المفقودة بينه وبين اللاعبين، واستبعاده للاعبين الخبرة امثال سلمان الفرج البريك.. سلمان بالذات قائد حركي داخل وخارج الملعب يفتقده الأخضر حاليا بالذات مع تواجد مدرب بينه وبين اللاعبين هوة كبيرة محفزا وداعما لزملائه اللاعبين مع شخصية مانشيني المتعجرفة المتعالية! الشخص الذي يتعالى على العمل الذي يقوم به لا ينجح مهما كانت ادواته، اذا لم تحب عملك وتؤمن به فلن تقدم معه شيئا، ولن نذهب بعيدا فمن اكبر الاخطاء اختيار مدرب متعجرف، طريقته دفاعية بحتة مع منتخب هجوم يعشق التحليق في كل ارجاء الملعب، ومع هذا ليس العيب بالطريقة الدفاعية فكثير من المنتخبات العالمية اتخذت هذا الأسلوب نهجا لها ونجحت، ولا أكثر من المنتخب المغربي مع المدرب وليد الركراكي الذي أبهر الجميع وتفوق في كأس العالم الأخيرة بنتائج ومستويات رغم طريقته!
لكن مانشيني (مغرور) لا يعترف بالقصور ولا التقصير، وان حدث فيرمي باللائمة على اللاعبين وحدهم فهم كبش الفداء لديه! ومؤخرا انتقد طريقة الاستعانة باللاعبين الاجانب المحترفين في دورينا وتأثيرها السلبي على مستويات اللاعب المحلي، قد أتفق معه في هذه النقطة، ولكن ماذا عن مستوى واداء باقي اللاعبين الأساسيين مع انديتهم لماذا يظهرون في المنتخب بهذا الضعف بالمردود بلا روح ولا نتائج مكبلين يلعبون بطريقة لا تتناسب معهم وبغير مراكزهم احيانا؟! على العكس رينارد كان مع اللاعبين في قمة التفاهم والايجابية محفز وداعم، حصد كل ما قدم مستويات ونتائج مشرفة بالذات المونديال الاخير، وأصبح حديث العالم!
ولا ننسى اللاعبين ودورهم في الملعب يجب أن يعترفوا بتقصيرهم أيضا مباراة إندونيسيا لا روح ولا مستوى ولا ثقة في النفس منتخب مهزوز وسيء! واذا كانت هذه نتيجة الأخضر أمام إندونيسيا أضعف المنتخبات بالمجموعة مع أن المنتخبات الآسيوية السنوات الأخيرة تطورت كثيرا واصبحت منافسة بقوة بشكل لا تستطيع تخمين او توقع نتيجة بعينها، الكل بات يقدم كرة قدم تستحق الاحترام، مجموعتنا ليست سهلة كما انها ليست مستحيلة، وان تواجد بها اليابان وأستراليا والصين لكن مع هذا الأسلوب العقيم والقناعات المعقدة سيضيع مانشيني ما تبقى من هيبة الأخضر وربما يضيع التأهل للمونديال لا قدر الله !!
**
- هيا الغامدي/ @Haya_alghamdi