د.م.علي بن محمد القحطاني
ها نحن بفضل الله بدأنا نلمس ونتلمس ونرصد ونرى طلائع تحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030 حتى قبل أن نصلها ولم يتأت ذلك من فراغ، بل نتيجة الإشراف المباشر من راعي هذه الرؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والمتابعة المستمرة من مكاتب تحقيق الرؤية ومؤشرات القياس المحكمة ويأتي قبل ذلك زمنيا برنامج التحول الوطني الذي سعى لإيجاد وتهيئة البيئة المناسبة لنمو وتحقيق هذه الرؤية، حيث سعى البعد الخامس من برنامج التحول الوطني (تحقيق التميز في الأداء الحكومي) إلى تعزيز الأداء الحكومي وتحسين خدماته من خلال رفع مستوى إنتاجية الموظف الحكومي وترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية وتطوير نظام الخدمة المدنية ورفع كفاءة البنى التحتية وتفعيل الخدمات الإلكترونية بشكل أوسع وبناء قنوات للتواصل الفعال بين مقدمي الخدمات الحكومية والعملاء والمستفيدين للوصول إلى تجربة عميل متميزة.
والكل في هذه الأثناء يكرس الجهود وفي حالة تحدٍ مع الذات وسباق مع الزمن لمراجعة خدماته الإلكترونية وتطبيقاته وجعلها قابلة للتطوير والتحسين وتأهيل كوادرها وتطوير بيئة عملهم والتخلص من التعقيدات والروتين الإداري وتنمية روح الابتكار والإبداع لديهم وهذه الفترة - تعد مرحلة الأمتار الأخيرة في السبق والتي عادة تكون وتيرة العمل فيها سريعة والجهد وصل لقمته والسرعة في أوجها والتركيز وكل الحواس لا ترى إلا هدفها الذي أصبح في متناول اليد وقريب المنال - وإن كانت المؤشرات والدلائل أنها مأخوذة في الاعتبار سلفا لأن الأثر يدل على المسير.
وأتمنى استمرار عملهم اليدوي وخصوصا من الجهات التي تتعامل مع كبار السن وأصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة وعلى سبيل المثال لا الحصر وزارة الموارد البشرية لفترة مناسبة تعمل جنبا إلى جنب مع العمل الإلكتروني بعد منح فروعها المختلفة والمنتشرة على مستوى المملكة من الصلاحيات ما يمكنها من إنجاز ما بردهم مع استحداث وحدات مصغره في كل فرع تتولى إنجاز معاملات كبار السن إلكترونيا للذين لا يجيدون لغة التطبيقات وتقنياتها وإمكاناتهم المالية لا تسمح بالبحث عمن يؤدي هذه المهمة وقد يكونون لقمة سائغة لبعض ضعاف النفوس بالاطلاع على معلوماتهم الإلكترونية إن وجدت وهذا أقل ما يمكن تقديمه لجيل لم يفنوا زهرة شبابهم فقط، بل أعمارهم كلها في خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم عملوا.. وأبدعوا.. وأجادوا.. وأنجزوا حسب ما توفر لهم من أدوات وإمكانات وعلى أحدث ما وصل إليه العلم في زمنهم وعلى الرغم من صعوبة الحياة وصعوبة التعليم والتعلم، بل أصعب من ذلك كله الحصول على المعلومة التي لم تكن بالسهولة المتاحة اليوم، إنهم جيل الرواد واضعو اللبنات التي تربط بين الماضي التليد والمستقبل (حاضرنا الآن) المزدهر بإذن الله. وذلك كنوع من التكريم المستحق ورمز للوفاء من وطن الوفاء لمن يستحق الوفاء وامتنان لما بذلوه واستشعار بالواجب تجاههم مع التركيز العالي على وسائل وآلية الدعم الفني الفوري لمعالجة ألمشكلات الطارئة والتدخل في أي إشكالية في النظام ومن المؤكد أن وضعنا بالرؤية سيكون أفضل بعد أن استفدنا من تجربتنا السابقة، ففي أواخر تسعينيات القرن الماضي عند بدء التعامل مع الحواسب الآلية في الأعمال سواء الإدارات الحكومية أو القطاع الخاص والبنوك من عبارة السستم داون (النظام خارج الخدمة) وإن كانت تستخدم في بعض الأوقات للالتفاف على النظام هربا أو تهربا من أداء مهامهم لإنجاز أعمال خاصة وعلى حساب ومصالح المواطنين وكذلك الأخذ في الاعتبار آليات وإجراءات استمرارية الأعمال مهما تغيرت الظروف والأحوال تحسبا لأي عطل مهما كان حجمه أو نوعه وخير دليل على ذلك العطل التقني الذي حدث قبل أيام على مستوى العالم وأدى إلى شلل تام في مطارات العالم وحركات الطيران إلا مطارات المملكة بفضل الله ثم بحنكة وخبرة القائمين على الأمن السيبراني لأنه تم بناء أنظمتها بكوادر وطنية مؤهلة في مجالات تقنيات الحاسب الآلي والبرمجة وعلى أعلى مستوى من البناء التقني الذيكفل سرعة الانتقال من نظام إلى نظام في حال حدوث أي عطل تقني لأن طبيعة الفضاء الإلكتروني تحفه عديد من المخاطر ولذلك سعت الهيئة إلى تأسيس بنى تحتية للجهات الحكومية بأحدث التقنيات الحاسوبية المرتبطة بالبيانات والذكاء التي تكفل جودتها وسلامتها من أي مخاطر محتملة».
من جهة أخرى عملوا أن تكون الخوادم داخل المملكة لسهولة إدارتها والتحكم بها دون الحاجة لطرف خارجي.
**
- مستشار وخبير إدارة كوارث وأزمات