د. محمد بن إبراهيم الملحم
مع بداية كل سنة دراسية لابد أن نسمع من الطلاب الجامعيين في هذه الجامعة أو تلك الكلية أنه لا دراسة هذا الأسبوع سواء صيغت المعلومة بخبر أن الكلية أبلغتنا بعدم وجود محاضرات، أو أنه يحضر الطلاب ولا يحضر الأستاذ هذا أو ذاك، سواء لأسباب شخصية أو إدارية، وهو الأغلب، إذ عادة يكون السبب الرئيس لهذا التأخير السنوي في البدء الجاد للدراسة هو سوء التخطيط لتوزيع المواد والساعات على مختلف المتغيرات المرتبطة بها من أساتذة أو قاعات تدريس أو أية جوانب أخرى.
هذا الفشل التخطيطي الذي يكرر نفسه سنة بعد الأخرى في بعض الجامعات والكليات ينبغي أن يوضع تحت المجهر، وأن تسلط عليه الأضواء فلا يعقل أن تكون أرقى محاضن العلم والمعرفة والنظام والتنظيم ومصدر الفهم لأسس التخطيط وحسن التنظيم المسماة (الجامعة) هي محل هذه الصورة البائسة بشكل سنوي أو شبه سنوي.. ولست أتحدث عن جامعة بعينها أو كلية بعينها بل هي ظاهرة تشهدها عدة جامعات وكليات مع الأسف، وكل البيوت غالبا يمر عليها هذا الواقع مع طلابها وطالباتها الجامعيين بشكل أو بآخر.
لا يعاني الطلاب فقط من هذا التخطيط الناقص أو غير الاحترافي على أحسن تعبير، ولكن حتى أعضاء هيئة التدريس والموظفين يعانون منه إذ يتفاجأ بعضهم أحيانا بقاعات ممتلئة بصورة غير طبيعية، وأحيانا تكون أرقام القاعات المعطاة له مختلفة عن تلك التي ذهب لها الطلاب! وأحيانا يفاجأ بتكليفه تدريس ما هو ليس تخصصه أو مادة متقدمة لم يدرسها من قبل، ولم يستعد لها وإلى آخره من المفاجآت الصادمة، كما يعاني الموظفون من تكدس الطلاب في مكاتبهم وكثرة مراجعتهم وكذلك أولياء امورهم لحل مشكلات تسجيل المواد وهذه صورة يعرفها أغلبنا إن لم يكن كلنا.. وأتمنى ختاما أن توجد دراسة منظمة لهذه الظاهرة تتصدى لها جهة محايدة لتضع يدها على موطن الداء ويكون هناك تنظيم يلزم الجامعات بتقديم خطة مبكرة قبل بدء الدراسة بشهر على الأقل تطلع عليها نخبة من الخبراء بحيث تتأكد من توفر معايير يتوافر فيها الحد الأدنى من ضمان بدء عام دراسي ناجح وتنتهي هذه الظاهرة المخجلة.