د. جاسر الحربش
سررت مثل كثيرين غيري وكل من عرفه أو تعرف عليه عن قرب بقرار النوادي الأدبية السعودية الثلاثة تكريم الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي (أبي يزن) بإشراف وتنظيم النادي الأدبي بالقصيم. حشد ثقافي بهيج لتكريم رجل من كرام المثقفين كم تمنيت لو كنت معهم للتعبير عن اعتزازي بالمكرم وجهاً لوجه، مصافحة وعناقاً أخوياً ومشاركة اغتباط لرجل هو بالإجماع من أوائل من يستحقون الاحتفاء بهم، جمع الله فيه حسن الخلق والتعفف عن التكسب الشعبوي وجمال الفكر والقلم.
أقعدتني الثمانون وابنتاها السنتان الإضافيتان عن المشاركة، وما السنون بعد الثمانين سوى بنات العمر مثل بنات الدهر التي وصفها المتنبي في وصفيته الرائعة:
ملومكما يجل عن الملام
وقع فعاله فوق الكلام
عرفت أبا يزن لسنوات عديدة كقارئ شغوف لمقالاته العابقة بجمال الفكر والأسلوب وهدوء النفس والروح في كتاباته. كنت أقول لنفسي أن هذا الكاتب فيه من قلم وطلاوة أسلوب طه حسين ولكن يخالفه بالهدوء الذي تشعه أفكاره في القارئ، وذلك بخلاف أفكار طه حسين المشاكسة المتحدية. ثم وبصدفة خير من ميعاد كما يقال، وجدتني مع أبي يزن وجهاً لوجه في مدينة دبي الإماراتية قبل عدد من السنين لم أعد أذكر كم هو، وكان ذلك في حفل كبير دعت إليه مؤسسة الجزيرة الصحافية للتعريف والتعارف وتبادل المكنونات والهموم الثقافية. أكدت لي تلك المقابلة ما كنت قد استنتجته من قبل من مقالات الدكتور إبراهيم التركي، إنه هو ذلك الغائب الحاضر فيما يكتب ويعبر عنه دون التفافات ولا نفاق أو تسلق اجتماعي، تلك المثلبة التي يمارسها بعض كتاب الرأي.
أدون هذه السطور كمحاولة اعتذارية عن تقصيري أو قصوري عن المشاركة الحضورية في تكريم المثقف الكبير الصادق صاحب الابتسامة السمحة أبداً وفي كل مناسبة وظرف.
وأختتم بالشكر المستحق للنوادي الأدبية في القصيم والرياض وجدة على تكاتفهم لتكريم رمز ثقافي يستحق التكريم.