سلطان مصلح مسلط الحارثي
انتهت الجولتان الأولى والثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، وظهر منتخبنا السعودي بمستوى «باهت»، لا يليق بالأخضر، ولا بتاريخه، ولا يليق بسمعة الرياضة السعودية، التي كانت هيبة حضورها تسبق نزول لاعبيها للمستطيل الأخضر، ولكن كل هذا يوشك على النهاية، إن لم نضع لنا حلولا جذرية للمشاكل العديدة التي تمر بها كرة القدم السعودية.
نقول هذا بعد أن ظهر منتخبنا في أول جولة من تصفيات كأس العالم 2026 بأداء متواضع، أمام منتخب اندونيسيا، الذي يعتبر واحدا من أضعف المنتخبات الآسيوية، ليلحق بالتعادل بعد أن تقدمت اندونيسيا، ويثور الوسط الرياضي على هذا الأداء الضعيف، وتتوجه سهام النقد الحادة للمدرب الايطالي مانشيني، الذي يعتبر جزءا من المشكلة، ولكنه بالتأكيد ليس كل المشكلة.
في الجولة الثانية من التصفيات، استطاع منتخبنا أن ينتصر على منتخب الصين، ولكنه لا زال يلعب دون «هوية»، ولا أداء مقنع، وإن استمرينا على هذا النهج، لن تتطور كرتنا، ولن نتقدم قيد أنملة، والمصيبة أن وضعنا كل مشاكل كرة القدم السعودية في مانشيني، وتمت إقالته على أنه المشكلة الأساسية، وبرحيله ستنتهي معاناة المنتخب، وهذا خطأ جسيم أتمنى أن لا يُقدم عليه المسؤولون، تحت تأثير الضغوط الجماهيرية والإعلامية! فإقالة مانشيني دون تصحيح الأخطاء، ربما ينفع «مؤقتا»، ولكنه على المدى البعيد لن يجدي.
مشكلة كرة القدم السعودية، هي معاناتها من عدم وضع الخطط قصيرة وطويلة الأجل، وعدم وضوح الاستراتيجيات التي يمضي نحوها اتحاد كرة القدم، الذي يعاني من الاستعجال في اتخاذ القرارات التي تُقر دون دراسات متعمقة، ولعل أهم قرار اتخذه دون دراسة واضحة ومتأنية، هو إقرار عدد اللاعبين الأجانب، الذين وصل عددهم اليوم لـ10 لاعبين، وهذا دون أدنى شك وضح بشكل مباشر تأثيره على اللاعب السعودي، الذي لم يعد يجد الفرصة ليلعب في دوري بلاده!! أيضاً من القرارات التي تم اتخاذها بشكل متعجل ودون دراسة مبنية على آراء الخبراء، هو قرار تقليص قائمة كل فريق لـ25 لاعبا فقط، ليتحول اللاعب السعودي «مجبراً» من الفرق الكبيرة التي تملك امكانيات كبيرة، ومدربين كبارا، وأجهزة فنية وطبية على مستوى عال، وعيادات بامكانيات كبيرة، إلى فرق أقل امكانيات، وهذا ما سوف يكون له تأثير كبير على منتخبنا في قادم السنوات، وسيزيد وضعنا سوءا، وهذا عكس نظرة المسؤولين الذين اتخذوا القرار دون الأخذ برأي الأندية، أو مشاورة الخبراء، فهم يتوقعون أن اللاعب السعودي سيجد فرصة للمشاركة واللعب دقائق أكثر، وهذا ربما يحدث، ولكنهم تجاهلوا «الأهم» وهي امكانيات الأندية الإدارية والفنية والطبية واللياقية التي لا يمتلكها من أندية روشن إلا ناديان أو ثلاثة.
شيلوا ميشائيل.. ليش تشيلونه؟
اتعجب كثيراً من ردود فعل بعض الجماهير الهلالية، التي في كل فترة تبحث عن كبش فداء ليكون عنواناً لها في تغريداتها ورسائلها ومساحاتها، حتى وإن كان فريقها يسير وفق المخطط له، ويبرز في كل فترة توقف بعض السلبيين من الجماهير الهلالية لإثارة مشكلة من هنا أو هناك، ولكن الملاحظ أن فهد المفرج دائماً ما يكون حاضراً عند أولئك الناقمين، الذين وضعوا المفرج هدفاً لهم، يصبون جام غضبهم عليه في كل سلبية تظهر بالفريق، ولا يكاد يذكر حينما تتحقق الانجازات والبطولات، وهذه «شخصنة» لم نعهدها من الهلاليين سابقاً، فكيف ظهرت وانتشرت بينهم؟
وأتعجب أكثر من تناقضات بعض الهلاليين الذين كانوا يطالبون في الموسم الماضي، بمغادرة البرازيلي ميشائيل نادي الهلال، ولم يتركوا عنه كلمة سيئة في أثناء الموسم إلا وقالوها له، وحينما غادر في هذا الموسم بـ»رغبته»، شنوا نفس المجموعة هجوما حادا على الإدارة الهلالية لأنها تركته يرحل!
تناقض عجيب، وهجوم غريب، لا يليق بجمهور الهلال، حتى وإن كانوا قلة.
وأتعجب أكثر حينما أرى هجوما حادا من بعض الهلاليين على إدارتهم، بسبب استمرار لودي، وعدم تسجيل البرازيلي نيمار الذي لم يجهز حتى الآن، وقد طرحت في موقع x سؤال للهلاليين، قلت فيه، «هل غياب «نيمار» أثر على مسيرة «الهلال» في الموسم الماضي وانحرم بسببه من البطولات؟
وهل وجود « لودي» في تشكيلة الهلال أثر على الزعيم وجعله يفقد البطولات؟
أعتقد الإجابة واضحة، ولكن بعض الهلاليين يقزمون من ناديهم دون أي شعور منهم.
تحت السطر:
_ مشكلة المسؤولين عن كرة القدم السعودية أنهم فكروا في كيفية ارتفاع مستوى الدوري المحلي، دون أن يقدموا أي حلول واضحة للاعب السعودي، الذي يعتمد عليه المنتخب، ودون أن «نجنس» لاعبين يُعتمد عليهم، كما تصنع بقية المنتخبات، ولذلك ضاعت هوية الأخضر، ولن تعود إلا أن وضعنا حلولا واضحة يستطيع من خلالها اللاعب السعودي اللعب بشكل أساسي، أو نبدأ بمرحلة التجنيس.
_ المسؤولون عن رياضتنا، مناط بهم العمل بشكل كبير، ليعيدوا دراسة وضع كرة القدم السعودية وحبذا لو حصل على آراء الأندية ومدربيها، فلربما وجدوا لديهم حلولا تنقذ منتخبنا السعودي الذي أصبح يتهاوى، ويقل عدد نجومه المؤثرين.
_ إرسال اللاعب السعودي «الأساسي» في فريقه للاحتراف خارجياً، ليبقى هناك في «دكة البدلاء»، كما هو حال اللاعب السعودي في دوري بلاده، لن تكون حلا لإعادة الأخضر السعودي.
_ فرح الجميع بفوز المنتخب السعودي أمام الصين، إلا فئة محددة، تركت كل ما يتعلق بالمنتخب، وذهبوا للمطالبة بمعاقبة محمد كنو الذي طُرد في بداية المباراة، وهذا دون أدنى شك خطأ شنيع ارتكبه كنو، وفيه عدم تقدير لشعار المنتخب، ولكن ليت تلك الفئة، فرحوا مع البقية، ثم نادوا بمعاقبة من يريدون.