محمد لويفي الجهني
يستبشر سكان الجزيرة العربية قديماً وحديثًا بظهور النجم العملاق الساطع في السماء سهيل، فبظهوره يبدأ العد التنازلي لفصل الصيف ويبرد الماء ويقصر النهار ويطول الليل وتخضر الأشجار وتتكون السحب وتنخفض حرارة الجو وهذا إيذان بالانقلاب الصيفي إلى نصف الكرة الجنوبي وقدوم الشتاء في نصف الكرة الأرضية الشمالي ويرجع السبب إلى انتقال الشمس من مدار السرطان الخط الوهمي الذي تتعامد عليه الشمس إلى خط الاستواء ثم مدار الجدي. وأثناء هذه المسيرة تبدأ هجرة الطيور وبعض الحيوانات من الشمال إلى الجنوب وذلك بحثًا عن الدف حيث يكون شمال الكرة الأرضية شتاء باردا وجنوبها صيفا حارا مدارياً وذلك بتعامد الشمس على مدار الجدي والذي يقع في جنوب الكرة الأرضية.
وأثناء هذه المسيرة تكثر الأمطار على المرتفعات الجنوبية للمملكة العربية السعودية متأثرة بتبخر المياه من المحيط الهندي بسبب تعامد الشمس على خط الاستواء.
وتتأثر من ذلك تهامة والساحل الغربي الواقع تحت ظل المطر بسبب الجبال العالية التي تمنع وصول الرياح البشرى المحملة بالسحب فتكون الحرارة عالية نهارًا والرطوبة متكثفة ليلًا والتي تسهم في برودة الجو وخاصة آخر الليل.
كل ذلك التغير في الأجواء يحدث مع بدايات ظهور نجم سهيل على مدار السرطان بدلًا من الشمس التي تنتقل إلى منازل أخرى..
لذلك من قديم ينتظر العرب ظهور نجم سهيل ويستبشرون ويتغنون بظهوره..
ومما قالوا من أشعار شعبية:
(هلا بطلتك يا نجم يا سهيل
ولولاك ما رحنا وجينا)
وقالوا:
(البل تباكى من طلوع الخامس
الليل ومد والنهار شامس...)
ومما قالت العرب كذلك في نجم سهيل:
إذا طلع سهيل طاب الليل
ولا تأمن السيل وتلمس التمر
وفي هذا فظهور نجم سهيل في السماء بداية الاهتداء من قبل الفلكيين والمتدبرين والعارفين بعلامات النجوم إلى بداية الشتاء قديمًا وحديثًا. فسبحان الله مسبب الأسباب رب المشرقين والمغربين ورب المشارق والمغارب. ومهما يكن من تأثيرات مناخية فالأمر لله من قبل ومن بعد ولا دخل للنجوم فبها فمطرنا بفضل الله ورحمته.. والنبات ينمو وينبت بأمر الله وحده لا شريك له وليس للنجوم، هذه مسألة يجب الانتباه لها حتى لا ندخل في المحظور، فأمطارنا بفضل الله وليست من النجوم أو التي تحركها وتظهرنا النجوم فالأسباب والأقدار كلها بيد الله وحده لا شريك له سبحانه.